بحث

الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

العثمانيون الجدد



اثناء متابعتى المهتمه للأزمة السورية بصفتها أمتداد لثورات الربيع العربى ولأنها سوف تكتب سطور مهمه فى صفحات تاريخ منطقة الشرق الأوسط الذى يسطر من جديد فى هذه المرحلة ، وهنا اتجهت انظارى شمالا لهضبة الأناضول حيث الحدود السورية التركية بعد مناوشات قصف على أثرها الجيش التركى لمواقع داخل العمق السورى على مدار عده أيام  ردا على مقتل  5 مواطنيين اتراك بعد سقوط قذيفة "مورتر" على قرية حدودية تركية ، وقد تمت عمليات القصف بعد تفويض البرلمان للجيش بالرد وبرغم المعارضة الشعبية التى تمثلت فى مظاهرات مناوئة للحرب فى انقرة واسطنبول وما تبعه من اعتراض تركيا لطائرة روسية كانت تحمل معدات واجهزة رادار متجهه الى سورية .
لا اعلم لماذا تبادر فى ذهنى تلقائيا معركة  "مرج دابق" والتى دارت رحاها فى نفس المنطقة شمال الشام وانتصر فيها العثمانيون على المماليك وبعد مقتل قنصوة الغورى اخر سلاطيين المماليك  فى تلك المعركة اخذت مدن الشام تسقط واحده تلو الاخرى فى يد السلطان سليم الأول الى ان وصل القاهرة واعلن انهاء دولة المماليك وضم مصر والشام للخلافة العثمانية ، ففيما يبدو انى استشعر طموح تركى فى المنطقة يعيد زمن الهيمنة العثمانية على المشرق العربى.
ان الموقف التركى من الأزمة السورية يكاد يكون مثالى بدعمة لطموح الشعب الثورى الطالب للحرية والساعى للتخلص من الاستبداد والدكتاتورية عن طريق موقف سياسى مندد بمجازر النظام السورى ومطالبتة صراحة بالتنحى وايضا احتضان المجلس الوطنى المعارض وكذلك موقف انسانى من خلال استقبال عشرات الألاف من اللاجئين الفارين من جحيم المعارك ثم السماح لقوات المعارضة المسلحة بأستخدام الأراضى التركية فى التدريب وجلب السلاح والمؤن للمقاتلين فى الداخل السورى .
يتثق هذا الموقف مع السياسة التى تتبعها الحكومة التركية تجاه ثورات الشعوب العربية  فنجدها مساندة لكل الدول التى سعت للتحرر ، ولكن الوضع السورى يختلف عن باقى دول الربيع العربى الشمال افريقية – مصر وليبيا وتونس – والتى هى بعيده جغرافيا عن الحدود التركية وقديما انسلخت سريعا من الحكم التركى المباشر بعكس دول "الهلال الخصيب"- الشام والعراق- كانت تخضع للحكم التركى المباشر وظلت كذلك حتى انهيار الدولة العثمانية وعقد اتفاقية "سايكس بيكو" لتقسيمها لدويلات من نصيب الدول الأستعمارية المنتصرة فى الحرب – بريطانيا وفرنسا- ، ولهذا فتلك المنطقة تعد الحظيرة الخلفية لتركيا ومنطقة نفوذ تاريخية لتلك المعطيات بالاضافة للحدود المشتركة ومشاكلها – لواء الاسكندرونه الذى استقطع من سوريا بعد التقسيم – وكذلك الطبيعة الديموغرافية للمنطقة ووجود عدد من الاقليات التى تنتمى للعرق التركى – التركمان – واقليات علوية داخل تركيا ايضا وكذلك الاشتراك فى القضية الكردية والتى تنقسم بين تلك الدول ، فكل تلك العوامل تجعل منها منطقة امن قومى تركى بأمتياز ، والدور التركى فى هذه المنطقة عامة -الهلال الخصيب-  يعيد للاذهان صراع تاريخى عثمانى صفوى على النفوذ فيها ويأججه طبعا صراع مذهبى سنى شيعى مما انتج صراع تركى ايرانى حديث للهيمنه عليها .
وكما نعلم فان سياسة الدول تنبثق من حكامها ، ومن يحكم تركيا الان حزب العدالة والتنمية – الاخوان المسلمون – وكما يطلق عليهم العثمانيون الجدد لهم سياسة معينة تجاه الوطن العربى عامة ودول النفوذ القديم خاصة ، فهم يسعون لأعادة أرث الامبراطورية العثمانية التاريخى عن طريق هيمنة من خلال لعب دور محورى واساسى فى قضايا المنطقة ابتداء من العراق قبل الغزوالامريكى حيث رفضت فتح اراضيها للجيش الامريكى الغازى واثناء الاحتلال وقفت بالمرصاد لاى محاولة كردية للانفصال باقليم كردستان وبعد الجلاء كذلك مواقفها موازنة تجاه التنوع السياسى العراقى ، ومرورا بفلسطين التى اصبحت مواقف تركيا منها بعد تولى اردوغان لرئاسة الحكومة مختلفة تماما عن مواقف حكومة بولنت اجاويد التى سبقته من حيث صدام مع الصديق القديم الأسرائيلى بداء منذ المشادة مع شيمعون بيريز فى منتدى دافوس وكذلك موقفهم الحاسم من الهجوم الأسرائيلى على أسطول الحرية والذى راح ضحيتة مواطنين أتراك فكل هذا ادى الى مرور العلاقات بمراحل توتر وبالطبع فهذا يكسبها نقاط لدى العرب ، ثم مواقفها تجاه دول الربيع العربى ودعمها لثورات الشعوب .
سياسة تركيا الحالية لاتهدف للهيمنة السياسية او العسكرية فحسب ولكن لها ابعاد ثقافية واجتماعية  فقد غزت الدراما التركية البيوت العربية من  المنامة الى الرباط واضحت الأعلى مشاهدا على الشاشات العربية بل وافتتحت قنوات خصيصا للدراما التركية فقط والادهى من ذلك انه انتشرت ايضا مسلسلات تاريخية وطبعا ستحاول تجميل صورة الحكم التركى للبلاد العربى والذى هو فى الحقيقة لم يكن الا احتلال غاشم بل وافظع من الاستعمار الأوروبى وعلى ما اعتقد يعد هذا من انواع الغزو الثقافى وخصوصا اذا علمنا ان الحكومة التركية نفسها تساعد فى هذا فوزارة السياحة التركية تدعم هذه الاعمال الدرامية بملاين الدولارات نظرا لتسويقها الغير مباشر للمعالم الاثرية التركية  وقد تلازم ذلك طبعا مع تنظيم برامج سياحية جيده وباسعار فى متناول المواطن العربى مما ادى لزياده نسبة السائحين العرب لتركيا ، واجتماعيا فى الأساس هناك تأثير عرقى تركى منذ عصور الخلافة فهناك العديد من المواطنين العرب لهم اصول تركية وخصوصا فى مصر والشام ، ومع صعود الأخوان المسلمين للسلطة فى دول الربيع العربى فطبعا زادت روابط الصلة بينهم وبين نظرائهم الأتراك – العدالة والتنمية – مما نتج عنه سياسات تدعم الثقافة التركية فى هذه البلدان مثل وضع اللغة التركية كلغة اجنبية ثانية فى المدارس التونسية .
ولكل هذه الأسباب لابد ان نقيم الموقف التركى من الأزمة بكل موضوعية وبعيدا عن السذاجة التى قد تجعلنا نعتقد انه نابع من شعور انساني وساعى لتحقيق العدالة وان تركيا لا ناقة لها ولاجمل فى المنطقة ، فالعثمانيون الجدد لهم اغراض ومأرب كثيرة من الوطن العربى  وخصوصا بعد لفظ الأتحاد الأوروبى لتركيا .



الاثنين، 29 أكتوبر 2012

مصر فى زمن الابهام



بالرغم من مرورعقود على حرب اكتوبر 1973 فهذه الحرب مازالت تخرج اسرارها ، فقد تم الكشف عن وثائق سرية صدرت من فلاديمير فينوغرادوف  السفير السوفيتى السابق فى مصر ( 1970-1974 ) والذى كتب مذكرة موجهه للمكتب السياسى للحزب الشيوعى السوفيتى فى يناير 1975 عقب عودة من القاهرة بعد انتهاء مهمتة الدبلوماسية ، وظلت هذه الوثائق حبيسة ادراج الأرشيف السوفيتى ولم يكشف عنها الا بعد وفاته ، وذلك بالرغم من اعدادة  كتاب يسمى " مصر فى زمن الابهام " عن الفترة التى قضاها فى مصر  .
يصف فينوغرادوف الحرب بأنها حرب مزيفة  او مسرحية معدة مسبقا الهدف منها دخول الولايات المتحدة لمنطقة الشرق الأوسط بصفتها راعية السلام ، والابطال هم السادات والملك حسين و جولدا مأير وهنرى كسينجر ثم ممثلون ثانوين شاركوا دون علهم مثل حافظ الأسد وباقى زعماء العرب ، ويطرح عدة تساؤلات مشروعة وهى فى نفس الوقت محيره للكثيرين منذ عام 1973 حتى الأن .
هل كان موعد الحرب سريا ؟! ، اذا كانت القرار قد اخذ منذ شهر مارس بتنسيق مع سوريا والاردن اى بعلم زعمائهم ومن المعروف مدى صلة ملك الاردن بالولايات المتحدة اى انها كانت على علم مسبق بموعد الحرب وان لم يكن من خلال الملك حسين  فبالسهولة لها رصد حشد القوات المصرية  والسورية من خلال اقمارها الأصطناعية او طائرات التجسس التى تحلق بارتفاعات عالية بجولات استطلاع دورية ، وكذلك تسريح الخبراء العسكرين السوفيت والبالغ عددهم حوالى 2700 شخص وهذا الخبر تناقلته اغلب وكالات الانباء العالمية ناهيك عن عملاء "الموساد" الكثر داخل اغلب البلدان العربية وخصوصا دول المواجهه .
لماذا لم يخبر السادات الأتحاد السوفيتى بساعة الصفر ؟! ، مع العلم ان السوفيت هم مصدر تسليح الجيش المصرى والسورى ، ولهذا ابلغت سوريا الأتحاد السوفيتى بموعد الحرب قبلها بيومين ولكن السادات لم يفعل وهذا يدل على ان السادات كان يعرف مايسعى له وهو ليس حرب تحرير بالتأكيد والا لما كان استغنى عن الحليف السوفيتى حتى على الأقل لاحداث توازن مع الولايات المتحدة حليف الخصم عن طريق ضمان "فيتو" سوفيتى على الأقل .
لماذا لم يواصل الجيش المصرى الزحف فى عمق سيناء وتحرير الأراضى برغم من عدم وجود قوات اسرائيلية قادرة على صده ؟  ، ولماذا لم تتوافر لدى للقوات المصرية خطط مواصلة الهجوم بعد العبور ؟ ، فليس لهذا الا معنى واحد ان الجيش المصرى لم يكن يطمح فى اكثر من العبور للضفة الشرقية لسيناء وبهذا فلا تعد حرب تحرير .
كيف حدثت الثغرة ؟ ، كيف تمكنت الدبابات الأسرائيلية من العبور للضفة الغربية بسهولة و دون على المصريين ؟ لماذا لم تنطبق اجنحة الجيشين الثانى والثالث الميانى فى سيناء ؟ وهذا يعتبر من ابجديات العسكرية وخطاء لا يقع فيه صغار الضباط فكيف يقع فيه قادة جيوش ؟ ، هذا بالأضافة اللامبالاه التى ابدها السادات بعد الثغرة حيث اتصل به فينوغرادوف الذى وجده على عكس المتوقع هادئ وغير قلق من ان الدبابات الاسرائيلية عرب القناه ولايفصلها عن القاهرة سوى كيلومترات ، فكل هذه الأسئلة من الناحية العسكرية تثير علامات استفهام وقد تقدم لنا اجوبتها ادلة على نظرية المؤامرة .
واذا افترضنا سيناريوا المسرحية فما هو مكسب الممثلين المشاركين فيها ، بالنسبة لبطل المسرحية – السادات – فقد كانت شعبيتة تتدنى فى ظل حالة اللاحرب واللاسلم القائمة منذ عام 1967 والتى اثرت على الشعب المصرى والذى طالبه مرارا وتكرارا بخوض الحرب ولكنة يعرف جيدا انه غير مهيئ  للانتصار فى حرب كهذه نظرا لتواضع الامكانيات وبخل الحليف السوفيتى ، وكذلك اختلافة عن شخصية سلفه – عبد الناصر – الكاريزمية قوية التأثير صاحبة الزعامة ليس فى مصر فقط بل فى الوطن العربى فجعل منه محط مقارنة مع عبدالناصر وحتى بين زعماء العرب الذين لم يثقوا به ويلتفوا حولة مثل سلفة ، فضلا عن خوضة كثير من المعارك من اجل ات توطد له السلطة مع رموز القوى التى اطاح بها وكذلك ازاحتة للعديد من العناصر الأشتراكية لرغبتة تغير اتجاه الدولة من الكتلة الشرقية الى المعسكر الغربى بعد ان ادرك ان هذا المعسكر هو من سيهيمن على العالم ويسيطر على الشرق الأوسط .
اما أسرائيل فهى تسعى فى المقالم الأول لتحيد الدول العربية بمعاهات سلام حتى يتثنى لها السيطرة على فلسطين دون عناء وبذلك هى مستعده للتخلى عن بعض الاراضى التى احتلتها عام 1967لتحقيق ذلك ، واستراتيجيا فان الجولان اهم من سيناء فهى عباره عن هضبة كبيرة تكشف العمق الاسرائيلى وتمثل تهديد مباشر له فالسيطرة عليها شأن امن قومى ، وكذلك النظام السورى ذو التوجة القومى – حزب البعث – هو الاخطر على اسرائيل من نظام يميل لليبرالية ويسعى ناحية الغرب فى مصر – السادات- ولهذا فمن المنطقى ان تشارك اسرائيل فى اللعبة لتحطيم الجيش السورى والاتحفاظ بالجولان .
والولايات المتحدة كان جليا جدا انها تسعى لوضع قدمها فى منطقة الشرق الاوسط لترث القوى الأستعمارية القديمة – بريطانيا وفرنسا – فى منطقة النفوذ المهمة فى العالم والتى ذادت اهميتها بعد ظهور البترول فى الخليج العربى ، فكان لابد للولايات المتحده ان تلعب دور راعى السلام المحايد وليس الحليف الأسرائيلى كما كان معتاد منذ بداية الصراع ، فكل هذه العوامل جمعت كل الاطراف على هدف لعب هذه المسرحية بحسب وجهه نظر فينوغرادوف والتى لابد ان نأخذها بوجهه نظر غير محايدة فان السوفيت هم المتضرر الأكبر من اتفاقية السلام وكذلك السادات هو من ترك قبلتهم وولى وجهه شطر الغرب . 

السبت، 20 أكتوبر 2012

مفترق طرق



منذ عده ايام صدر تقرير من منظمة (فريدم هاوس) الأمريكية المعنية بنشر الديمقراطية ودراسات الحريات ، وكان التقرير تحت عنوان "دول فى مفترق الطريق" ويتحدث عن وضع الحريات ونظام الحكم فى دول الشرق الأوسط والتى تغيرت انظمتها السياسية فى العام الماضى بعد انتفاضات وثورات شعبية والمسماه بدول الربيع العربى - تونس ومصر و لبيا- ، ويغطى الفترة من أبريل 2009 الى ديسمبر 2011 ، ويتحدث التقرير عن مدى هشاشة المكاسب التى حققتها تلك الدول على صعيد نظام الحكم الديمقراطى والحريات ويحذر من انتكاسات قد تؤدى بهذه الدول الى العودة من جديد لأنظمة شمولية تكبت الحرية ، ويرى التقرير ان تونس هى الدولة الوحيدة من دول الربيع العربى التى شهدت تحسن ملحوظ فى نظام الحكم ومجال الحريات ، اما بالنسبة لبقية دول الربيع العربى فهناك تدهور فى نظام الحكم من حيث الشفافية ومسألة الحكومات وكذلك الحريات العامة والشخصية وحقوق الانسان .

وقد نظن ان هذا التقرير مجحف بحق دول الربيع العربى التى تخلصت من اعتى الطغاه ومن انظمة شمولية دكتاتورية مستبدة يستشرى بها الفساد وقد بدأت فى بناء انظمه ديمقراطيه تحقق تطلعات شعوب هذه الدول فى الحرية والكرامةا لانسانية والعدالةال اجتماعيه ، ولكن اخذت المنظمه بعده معاير فى تقيم الدول وهى سيادة القانون والمساءلة والشفافية ومحاربة الفساد والحريات المدنية ، واذا طبقنا هذه المعاير على دول الربيع العربى لوجدنا انه بالفعل سيادة القانون تكاد تكون غائبة عن معظم هذه الدول نتيجة لفوضى مابعد الثورات من انفلات امنى وانكسار الشرطة وعدم مقدرتها على اداء مهامها اما عجزا او تراخى متعمد مما ادى لنشاط مكثف للخارجين عن القانون وكثرة التعديات على املاك الدولة وهذا هو الحال فى مصر ، اما الجاره ليبيا الخارجة من حرب تحرير وليس مجرد ثورة شعبية سلمية والتى تبداء فى بناء مؤسسات الدولة من جديد فالامن فى يد الكتائب التى قاتلت ضد القذافى وهى كتائب متعدده الايديولوجيات واغلب المنتسبين لها هم من الهواه عديمى الخبرة وقليلى التنظيم فكيف يعهد لهم بأمن دولة ، وكذلك اليمن فمازالت سلطة القبيلة تعلوا على سلطة الدولة وسيادة قانونها وخصوصا بعد تحزب القباءل اما مع او ضد على عبد الله صالح قبل تنحية عن الحكم بعد المبادرة الخليجية . ومن ناحية المساءلة والشفافية ومحاربة الفساد فبالرغم من ارتفاع ضجيج الاصوات المناهضة للحكومات والمطالبة للمحاسبة الا انها لم تستطيع تحقيق المحاسبة ولا حتى محاكمة العديد من رموز الفساد بل وبعضهم مازال فى ارفع المناصب ولم تستطيع اعادة الاموال المنهوبة والمهربة فى بنوك اوروبا ولم تستطيع اجتثاث الفساد من مؤسسات الدولة التى ينخر اعمدتها مثل السوس ، اما الحريات المدنية فمن المتوقع ان تشهد تراجع وخصوصا مع سيطرة قوى راديكاليه - الأسلاميين- على لجان كتابتها ومن المعروف ماهو موقفها من الحريات وكذلك بعض المواد التى استقروا عليها مثل حرية العبادة المكفولة للاديان السماوية الثلاثة فقط ومحاسبة التهجم على الرموز الوطنية وغيرها من المواد مما دفع العديد من القوى المدنية القلقة على الحريات للاعتراض وقد انسحبت بالفعل الناشطة النوبية منال الطيبى وهدد بذلك عمرو حمزاوى وكذلك حركة 6 ابريل ، وبالنسبة لحقوق الأنسان فمازالت الانتهاكات كما كانت فى عصر ماقبل الربيع العربى فمازلنا نسمع عن محاكمات عسكرية واشخاص تتعرض للتعذيب وكشوف عزريه .. الخ ، واذا قارنا مانحن فيه بما كنا نتطلع له اثناء ثورات الربيع العربى لأكتشفنا اننا فعلا فى "مفترق الطريق" .

ولكن على الجانب الاخر لم يراعى التقرير بعض المؤشرات التى قد لا يتلمسها الغرب وهى ازالة حاجز الخوف من شعوب تلك الدول بعد ان كانت فى ثبات عميق منذ خمسينيات القرن الماضى وهو مكسب ليس بالهين فهولاء يمثلون ضغط على اى نظام حاكم وسوف يفكر مئات المرات اذا اراد تكرار سياسة سابقية وكذلك فقد اكتسبت الشعوب - او على الاقل تحاول - ثقافة المشاركة السياسية بعد ان كانت تحسبها من تابوهات المجتمع المحرمة والممنوع حتى التفكير فيها وليس المشاركة بها وهذا بالنسبة لثقافة مجتمعاتنا العربية تقدما هائلا ولكنة طبعا لايذكر بالنسبة لكاتب التقرير الطامحين فى معاير المجتمع الغربى ، اما ليبيا فبرغم من وجود الكتائب وانتهاكتها لسيادة الدوله فان وعى الشعب الليبى - الذى عانى من طاغية اراد عمدا تجهيلة - يدل على تطلع الشعب للحرية وللاقامة دولة مدنية حديثة وهذا يتجلى فى اختيارهم للقوى الليبرالية فى انتخابات الشبه برلمانية التى قامت وكذلك رفضهم للاعمال الارهابية التى تصدر من الكتائب الاسلامية مثل التعدى على الاضرحة واخير الهجوم على القنصلية الأمريكية فى بنغازى ومقل السفير الأمريكى فخرج سكان بنغازى وطردوا هذه الكتائب من المدينة ، فكل هذه المؤشرات من تقدم ثقافة شعوب الربيع العربى تجعلنا نثق اننا نخطوا خطوات واثقة ناحية التقدم والديمقراطية والحريات .


http://blog.noreed.com/2012/10/blog-post_20.html

الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

عصر الأضمحلال



"هل تذكرون الطيور السمينه التى كانت تقدم للآلهه ؟ هل تذكرون الخبز الابيض وموائد القرابين ورائحه العطور فى المعبد ؟ للاسف سرقت الكتب الكهنوتيه واعلنت الاسرار التى بها وذكرت النصوص السحريه السريه وفقدت مفعولها من كثره ترديد الناس لها .. للاسف قتل الكهنه واصبح حارس المكان هو سارقه .. لم يعد الفلاح يذهب الى ارضه دون ان يحرس نفسه بمجموعه من قطاع الطرق .. انظر لقد حدث شئ لم يحدث من قبل لقد سرق الناس مومياوات الملوك واصبحت الاهرامات خاليه .. اصبح الخادم يسرق كل ما يجده اصبح الفقراء اغنياء وتزينت اعناق الخدم بالذهب والفضه .. اصبح النبلاء فى تعاسه وسيدات القصور اصبحن جائعات وقد ارتدت سيدات مصر العظيمات ثياباً بالية ومن كان حافيا اصبح يمتلك اطنان من الكنوز .. لم يعد الطريق يخلو من قطاع الطرق .. انظر اصبح رجال الامن فى مقدمه الناهبين .. انظر لقد رميت قوانين قاعه العدل -المحكمه- علنا واصبحت الناس تدوسها بالاقدام وأهين الموظف وتوقف إبحار السفن إلى بيبلوس وترك الناسُ أطفالهم الذين طالما تمنَّوا ولادتهم  ولم يعد الأخ يثق بأخيه " . (بردية ايبو ور )

تصور هذه البردية احداث مهمة فى تاريخ مصر القديم فهى تغطى احداث الثورة الاجتماعية او ثورة الفقراء - الجياع - بمعنى ادق والتى قامت فى أوخر ايام الأسرة السادسة والتى كانت نتيجة طبيعية للحالة المتردية والوضع المتدنى الذى وصلت له البلاد ليس فقط فى اخر ايام حكم هذه الاسرة التى قامت فى أواخر عهدها الثورة ولكن قبل ذلك بالكثير من العقود ، وجزور المشكلة تبداء منذ عصر الأسرة الرابعة فتره حكم المالك (شبسسكاف) الذى تمرد على كهنة الاله (رع) وتمرد على نفوذهم وحاول الحد من سطوتهم فدخل معهم فى صراع أدى الى استيلائهم على الحكم وبهذا انتقلت السلطة الى بيت حاكم جديد من الكهنة وتكونت الأسرة الخامسة ، ولأن أفراد الأسرة الحاكمة الجديدة كانو من الكهنة ولا تجرى فى عروقهم الدماء الملكية لم يراعوا التقاليد الملكية الراسخة والتى كان بموجبها الفرعون - الملك- نصف آله على الأرض ويحكم بأسمه ، بل على العكس أخذت سلطة الملك تقل وفى المقابل صعد نفوذ حكام الأقاليم وكبار الموظفين والذين كلما زادوا ثرا ازداد نفوذهم وقوتهم ولم يتأثروا حتى بأنتقال السلطة الى بيت حاكم جديد - الأسرة السادسة- بداية من عهد الملك (تتى) ، وظلت البلاد اغلب فترات هذه الأسرة تعانى من ضعف السلطة المركزية مقابل زيادة نفوذ حكام الأقاليم الذين أصبحوا بمثابة ملوك فى مقاطعاتهم ولايربطهم بالعرش سوى خطيط رفيع من الولاء الشكلى ليس اكثر وأضحت البلاد أشبه بأتحاد كونفدرالى بين هذه المقاطعات ، وبتفكك السلطة المركزية تعطلت المشاريع العامة للدولة وأخذ الفساد يستشرى بين الموظفين فحاول كل موظف أن يجمع اكبر قدر من الثروات ولو على حساب المزارع – المواطن – والذى تكدست عليه الأعباء والمظالم وأصبح ايضا معرض للسلب والنهب من قطاع الطرق من القبائل البدوية التى جائت من الحدود منتهزة فرصة انفتاح الحدود نتيجة ضعف الدولة والتى قامت بالأغارة على أغلب مدن وقرى الدلتا دون ان تجد من يتصدى لها من رجال الأمن والذين اخذوا ايضا بسلب ونهب المواطنين بدلا من حمايتهم .

لهذا لم يكن أمام المواطن المصرى المطحون من كل الأطراف ألا ان يتمرد ويثور على الظلم وعلى الوضع القائم ، وعندما ثار كان كالموج الجارف الذى لايترك شئ فى طريقة فلم تسلم المعابد أو المقابر أو الدواوين الحكومية أو حتى بيوت الأثرياء فسلبت ونهبت وأمتلائت الطرقات بالجثث وعكرت الدماء نهر النيل .

فهل هناك تشابة بين تلك الحقبة الزمنية التى حدثت فيها تلك الثورة وبين الفترة التى نعاصرها الأن ؟ ، أذا قارنا من حيث العصور التمهيدية السابقة للحقبتين فسنجد اننا فى تاريخنا الحديث مررنا بتغير البيوت الحاكمة أو الفئات الحاكمة لنكون أكثر دقة فقد انهارت الأسرة العلوية - خلفاء محمد على - بعد انقلاب 23 يوليو عام 1952 وحلت محلها الأسرة العسكرية - ضباط الجيش- والتى بداء فى عصر هذه الأسرة ظهور رموز قوى وشخصيات متحكمة وتزايد نفوذها فى عهد (السادات) ولكنة استطاع القضاء على نفوذهم فيما يعرف بثورة التصحيح وكذلك بدائت فى عهده احتجاجات على ارتفاع تكلفة المعيشة وغلاء الأسعار فى انتفاضة 1977 وفى العصر الذى يليه (مبارك) ازداد نفوذ رجال الاعمال وأستشرى الفساد وعانى المصرين من الفقر وانخفاض مستوى الدخل وأفتقدوا للعدالة الاجتماعية ولهذا قاموا بالثورة ضد هذا النظام فى 25 يناير من العام السابق والتى أدت الى انهيار هذه الأسرة بتنحى (مبارك) ثم تسليم (المجلس العسكرى) السلطة للرئيس المنتخب وما تبعها من أطاحة بقيادات ( المجلس العسكرى) بتولى الرئيس (مرسى) انتقلت السلطة الى الأسرة الاخوانية التى ورثت الأسرة العسكرية.

اما الوضع القائم فحدث ولا حرج من تردى الوضع الاقتصادى و فوضى وانفلات أمنى وتعيدات على املاد الدولة ونشاط مكثف للخارجين على القانون جهارا نهارا وبمباركة رجال الأمن الذين اخذوا دور المتفرج كل هذا بالأضافة الى ان الأهداف التى ثار من اجلها الشعب لم تحقق فلم يقضى على الفساد ولم تحقق العدالة الأجتماعية ، فهل كل هذا لايعطى مؤشر على تكرار نفس السيناريو وان تقوم ثورة جياع ، ام أن التاريخ لن يعيد نفسة ! 


http://blog.noreed.com/2012/09/blog-post_4.html





الاثنين، 27 أغسطس 2012

Harraga



بكيت على ولادى ، بكيت على بلادى
بكيت على ولادى ، سالو دموعى فى الخدود
كبرتهم ربيت ، كبرت شبت وعييت
الهنا الى تمنيتلهم ما عندو حدود
قالو نمشو يا بابا ، هنا المستقبل مسدود
مابقى فيها حتى لينا ، والحوت خير من الدود
-------------------------------------------------------------------------
مشو لى ولادى شبان صغار
رضا والهادى تاهوا فى البحار
طفت شمعتى ، ونجمتى ماهى باينة
طفت شمعتى ، ياناسى والسما مغيما
---------------------------------------------------------------------------
بكيت على ولادى ، بكيت على بلادى
بكيت على ولادى ، سالو دموعى فى الخدود
كبرتهم ربيت، كبرت شبت وعييت
الهنا الى تمنيتلهم ما عندو حدود
قالو نمشو يا بابا ، هنا المستقبل مسدود
مابقى فيها حتى لينا ، والحوت خير من الدود
----------------------------------------------------------------------
بكيت وبكيت عنيا تعمو
حوست مالقيت ولادى ما ولو
ارحمنى ياالله ، ياربى رانا صابرين
ارحمنى يالله ، يالعالى ديك رانا راجعين
--------------------------------------------------------------
بكيت على ولادى ، بكيت على بلادى
بكيت على ولادى ، سالو دموعى فى الخدود
كبرتهم ربيت، كبرت شبت وعييت
الهنا الى تمنيتلهم ما عندو حدود
قالو نمشو يا بابا ، هنا المستقبل مسدود
مابقى فيها حتى لينا ، والحوت خير من الدود
-------------------------------------------------------------------------------
Cheb Khaled - Harraga 2012

الأحد، 5 أغسطس 2012

الفلسفه المفترى عليها



يعتقد البعض ان البرغماتية - البرجماتية بحسب اللهجة السائده فى مصر لهجة وجهه بحرى- تعنى الانتهازية والاستغلال لكل الوسائل المتاحه سواء كانت مشروعة او غير مشروعة للصول الى الهدف بمعنى ادق مبداء الغاية تبرر الوسيلة والبعد كل البعد عن المعيار الاخلاقى  ولكن هذا كله عدم ادراك لمعنى البرغماتية الحقيقى ، حيث يترجم كثيرون مصطلح البراغماتية إلى العربية بمعنى "النفعية" ولكن هذه الترجمة غير دقيقة فهى لاتعكس الجوهر الحقيقى لتلك الكلمة الاجنبية عن لغتنا العربية و المصطلح العربي الأقرب إليها فهو "الذرائعية" حيث تعرف البرغماتية بأنها طريقة حل المشكلات والقضايا بواسطة وسائل عملية و قياس كل عمل أو شيء أو حالة بما تحققه من فائدة أو ضرر فالشيء جيد وصالح إذاكان نافعاً وهو سيىء إذا كان ضاراً , كما قال ابن رشد "القبيح ما قبحة العقل والحسن ما حسنة العقل".



 والبرغماتية مذهب فلسفى أجتماعى يتمحور حول مقولة تفيد الى استحالة التوصل إلى معاني الأفكار ومن ثم لا يجب تفسيرها إلا بالنظر إلى النتائج المترتبة عليها كما أنه لا يمكن تحديد المعتقدات أو تبرير التمسك بها إلا بالأخذ في الاعتبار النتائج العملية المترتبة علىها وتعارض البراغماتية الرأي الفلسفى القائل بأن المبادئ الإنسانية والفكر وحدهما يمثلان الحقيقة بدقة بل تعتبر الحقيقة هى نتاج التجارب الانسانية الواقعية وليس الفكر النظرى الذى لم يطبق على ارض الواقع  وهى بذلك تعارض مدارس الفلسفة الكلاسيكية مثل المدرسة الشكلية والمدرسة العقلانية ، والجديد الذى تبنته هذه المدرسة الفلسفية هو استبدال النظر للماضى بالنظر للمستقبل حيث ينصب اهتمامها على النتائج التى سوف تحدث وليس الاغراق فى التحليل والتعمق فى الاصول ، وتعتبر ان المعرفة لابد ان توظف لخدمة متطلبات الحياه وان الفكر بطبيعته غائى اى  يهدف لغاية معينة وتنظر للمسائل والقضايا الانسانية من خلال مدى افادتها للمجتمع من خلال تحقيق غايتها المتوقعة مستقبليا .

الأصل اللغوي للمصطلح يرجع إلى الكلمة اليونانية progma -برغما- وتعني العمل أو المسألة علمية اما المصطلح الحديث يشير إلى تلك الحركة الفلسفية التي ظهرت في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين فى الولايات المتحدة الامريكية وارتبطت بأسماء الفلاسفة بيرس ووليام جيمس وجون ديوي .


الاثنين، 30 يوليو 2012

بورما اركان بين الحق والبهتان



فى الاسابيع الاخيرة كلنا عشنا مأساه المسلمين فى اقليم اركان ببورما - ميانمار- وشاهدنا بأنفسنا المجازر التى ترتكبها الجماعات البوذية المتطرفة والتى استجابت لدعوة الكهنة البوذين بالحرب المقدسة على المسلميين هناك و بمسانده حكومية وتعتيم اعلامى دولى تمت ابشع الجرائم التى يندى لها جبين البشرية فقد قتل العجائز وذبح الاطفال وبقرت بطون النساء وقطعت اشلاء الرجال بل والادهى من ذلك انهم اكلوا جثث المسلميين هولاء البوذيين البرابرة الهمج ، فتصاعدت الدعوات فى كل ارجاء الوطن العربى لاقتحام سفارات مينامار وطرد دبلوماسيها من اراضى الاسلام بل وايضا طرد العمالة البوذية من الخليج كله .


ولكن للاسف اغلب الصور ومعظم الفديوهات التى رأيناها هى مفبركة ولا تمت لصلة بمسلمى بورما اساسا 












هذه الصور لضحايا زلزال ضرب اقليم التبت فى الصين 2010 وهى توضح الكهنة البوذين وهم يجمعون الجثث لحرقها .









هذه الصورة لحادث سير فى الصين  والخبر موجود على المواقع الصينية منذ تاريخ 28-7-2010













الصورة فى تايلاند منذ عام 2004












وبدون الاطالة فى بنشر عشرات الصور على نفس الشاكلة من التزيف ، ولكن السؤال المنطقى هنا هو لماذا الفبركة ؟ ومالذى يستفيده من يفبركها او حتى ينشرها اذا كانت القضية عادلة حقا وفعلا يتعرض المسلمون هناك للاباده فما حاجة هذه القضية للكذب والتضليل ام ان كل القصة هى مجرد تهويل من قبل الاسلاميين الذين انطلقوا بعد الربيع العربى واصبحوا بتطلعوا للوصول للحكم وطبعا لابد لهم من تعاطف شعوبهم التى سيحصلون عليها عن طريق المؤامرة الكونية على الاسلام وبتغذية هذا الفكر يصبح الطريق معبد لهم للسلطة لنصرة دين الله من هذه المؤامرة .


حقيقة مايحدث فى ميانمار ان هذه الدولة الواقعة فى شرق اسيا بين الصين والهند وبنغلاديش و لاوس وتايلاند وهى كسائر دول المنطقة بها العديد من الاعراق والاجناس وكذلك اللغات والعرق الاساسى والاكبر فى الدولة هم البورمان ثم  شان وكشين وكارين وشين وكايا وركهاين  والروهنغا - المسلمون - ويسكن الروهنغا فى اقليم راخين -اركان - الذى يقع غربا على الحدود مع بنغلاديش وعرق الروهنغا يختلف عن باقى سكان ميانمار حيث انهم اقرب لسكان شبه القارة الهندية منه لميانمار من حيث الشكل والعادات والتقاليد وهم يدينون بالاسلام.


مشكلته الروهنغا هى ان العديد منهم يعتبر" بدون" - بلا هوية اثبات شخصية من قبل الدولة اى ان الدولة لاتعتبرهم من مواطنيها وانا تعدهم مستوطنيين مهاجرين جائوا من بنغلاديش والدوله الاخرى ايضا التى ينتموا لشعبها عرقيا وهى بنغلاديش ايضا تعتبرهم من مواطنيين ميانمار وترفض تجنيسهم بجنسيتها وتعتبر النازحين منهم اليها دخلاء غير شرعيين لذلك فهم يعدون مضطهدون فى وطنهم ولايستطيعوا حتى التمتع بابسط حقوقهم وهى جنسية وطنهم وهذا طبعا يؤدى عدم التحاقهم بالتعليم وافتقارهم للغطاء الصحى والتأمينى من قبل الدولة ومعاناتهم بدأت بعد الاستقلال من التاج البريطانى عام 1948 بعد ان كانت ضمنت مستعمراتها فى شبه القارة الهندية وبداء هذا قبلها بعام حيث حضر مؤتمر للاستقلال دعيت فيه كل الطوائف والمجموعات العرقية بأستثناء الروهينغا وفى عام 1962 وصل للسلطة العسكر الشيوعين وطبعا السياسة الشيوعية المعروفة تهدف لتزويب اى اقليات فى محيط الدولة وبالتالى   كان مصيرهم القمع والبطش من الحكام  بل ومحاولة محو ثقافتهم مثلهم مثل باقى الاقليات هناك ، وفى عام 1982 قام النظام الحاكم بسحب الجنسية منهم بحجة انهم توطنوا بعد دخول الاستعمار الانجليزى اى انهم لاجئيين وليسوا مواطنيين وفى عام 1991 قام النظام بأعطائهم بطاقات هوية تثبت انهم لاجئين ولايتمتعون بالجنسية ، وتستمر الانتهاكات من الدولة لهم حتى وقتنا الحالى .


المشكلة هنا ليست طائفية دينية كما يصورها البعض ولكنها مشكلة اقليه عرقية فى المقام الاول ولدينا فى الوطن العربى الكثير مثل هؤلاء فهناك "بدون" فى السعودية والكويت ولايتمتعوا بجنسية هذه البلدان وكذالك العيديد من اكراد سوريا وايضا الطوارق فى جنوب ليبيا والجزائر بل وهناك بدو فى مصر ايضا لهم نفس الحال ، واذا تتبعنا جزور المشكلة الاخيرة التى حدث فيها قتل وتهجير للروهنغا تبداء من 30/7/2011 عندما قام مجموعة من شباب الروهنيغا بأغتصاب فتاه بورمية وعندما حاول ثلاثة بورمين الدفاع عنها قتلهم المغتصبون والضحايا هم عجوز 70 سنة اسمه Mr. Aung Sha U Marma و امرأة 40 سنة و اسمها Ms. Hla Powang Prue Marma و ابنها 5 سنين و اسمه Mong Nue Ching Marma http://unheardvoice.net/blog/2011/07/31/indigenous-girl-rape-by-bengali/

صور للضحايا قتلوا على يد الروهنغا
http://thutatuam.multiply.com/journal/item/6347/Killed-By-Rohingya-Bengali-In-Western-Burma

مصدر آخر
http://arakanland.com/blog/724424/Three_Indigenous_slaughtered_while_trying_to_save_girl_from_rape

مصدر أيضاً
http://www.angelfire.com/ab/jumma/news2011/20110730_lama_killing.html

الاثنين، 23 يوليو 2012

وجه 23 يوليو الأخر







اليوم هو 23 يوليو 2012 اى الذكرة ال60 لثورة يوليو المجيدة التى اطاحت بالملك المستبد الظالم  وقضت على الاقطاع المستغل للطبقة الكادحة وكذلك اجهزت على الفساد الذى كان مستشرى وحررتنا من  نير الاستعمار والتبعية للدول الامبريالية ، وجعلتنا دولة حره ابيه صاحبه قرارها وسيادتها وتلعب دورها الريادى ليس فى المنطقة وحسب بل على نطاق العالم الثالث كله وحققت العدالة الاجتماعية وطورت التعليم والصحة وتنامى اقتصادها ، بمعنى ادق هى حققت اهداف ثورة 25 يناير "عيش - حرية - عدالة اجتماعية". وهذا طبعا ما تربينا عليه من خلال مناهج التاريخ الدراسية ووسائل الاعلام المتعددة واصبح كل هذا لدينا مسلمات لاجدال فيها وثوابت وطنية اشبه بالخطوط الحمراء ولكن للاسف فالحقيقة لها وجه اخر .
الحقيقة المجرده بكل حياد هى ان ماحدث فى 1952 لم تكن ثورة باى مقياس من المقايس فهى مجرد انقلاب عسكرى على الحاكم - الملك - وصعود العسكر للحكم بدلا منه مما اقتضى تحويل نظام الدولة لنظام جمهورى وبالتالى اسقاط الملكية وكن للاسف اسقط هذا الانقلاب الملكية الدستورية - اى الملكية المقيده بالدستور والتى تقيد صلاحيات الملك والسلطة الفعليه تكون للحكومة التى يعينها البرلمان المنتخب من الشعب - واستبدلها بجمهورية اوتوقراطية على رأسها دكتاتور يعاونة فى الحكم طبقة من صغار العسكر عديمى الخبرة يتقلدون حقائب وزارية ليس لهم كفاءة لادارتها ، فى البدايه قال العسكر الانقلابين انهم يريدون حمايه الدستور الذى تعدى عليه الملك وانتهكه فكان لابد من الاصلاح الدستورى الذى تمثل فى تعطيل دستور23 وحل البرلمان والتصنع باعداد دستور افضل والذى انجز فى سنة 54 والذى مالبس ان اكتمل حتى اجهزوا عليه جنينا قبل ان يولد اصلا .
اما على صعيد الحريات فحدث ولا حرج  فقد تم حل الأحزاب وتكميم الصحافة وتسيس اللاعلام ليكون بوق العسكر واطلاق يد الاجهزة الامنيه الباطشة وقمع كل التيارات السياسية المختلفة والزج بكل المعارضين فى السجون والمعتقلات واى سجون هى انها التى ابتكر بها سياسة التعذيب الممنهج على كل اشكال الانتهاكات التى تفوق بمراحل ما حدث فى غوانتانامو او ابو غريب او حتى الباستيل ، وقد امتلاءت هذه السجون بالنخبة المثقفة سواء من ليبرالين او شيوعين او اسلاميين ليس هذا وحسب بل وجعل الشعب بنقسم ويتجسس الصديق على صديقة والابن على والده ويتقاتل داخليا بالتخريض على الخصوم السياسين كما حدث فى ازمة مارس 54 عندما سيروا العمال فى مظاهرات تأيد للعسكر وهم يحملون لافتات مكتوب عليها تسقط الديمقراطية وتحيا الدكتاتورية وتوجهوا لمجلس الدوله واعتدوا على السنهورى باشا الذى كان يطالب بالدستور وعوده الاحزاب ومن قبلها الاطاحة ب محمد نجيب وتحديد اقامتة نظرا لتبنية فكرة عوده العسكر لثكناتوهم وكان التنكيل نصيب كل من يحتج على سياسات عبدالناصر ، فعن اى كرامة يتحدثون وكيف يكون للمواطن كرامة هو لايستطبع ابداء رأيه او المشاركة السياسية وان فكر فى ذلك مجرد تفكير سوف يعذب حتى يتوب وبركع ل عبد الناصر ونعم الكرامة والحرية هى .
 وهل قضت على الاقطاع وسيطرة طبقة الخواص على مقدرات الدولة مع العلم انه لم يكن هناك اقطاع بالمعنى المعروف - يملك الارض ومن عليها - بل كانت طبقة كبار ملاك وليس اقطاعيين فقد استبدلت هذه الطبقة بطبقة من العسكر محدثين النعمة والذين استولوا على معظم ممتلكات هذه الطبقة من اراضى وقصور وجواهر وتركوا للشعب الفتات واصطنعوا فكرة العدالة الاجتماعية التى فرغت من مضمونها .
سياسيا يصور لنا ان مصر كانت بعيده عن الهيمنة الاجنبية وكان لها دور ريادى وحد العرب خلفها ولكن هل خذا صحيح ؟ انا لا اعتقد ذلك ف عبد الناصر اخرجنا من نطاق الكتلة الغربية الامبريالية صاحبت الارث الاستعماري القديم الى الكتلة الشرقية الشيوعية التى تمثل الفاشية الجديدة وقتها فهل كان عبد الناصر سيد قرارة ام قرارة كان يراعى المصالح السوفيتية وهذا منطقي جدا فهم مصدر سلاحة وهم من مول له مشروع السد العالى فمن الطبيعى ان يسبح فى فلكهم  , اما عن توحيد العرب فلا اعلم اي توحيد قد تم مع تصنيف عبدالناصر للدول العربية الى قسمين دول رجعية - الانظمة الملكية- ودول تقدمية - الانظمة التى سيطر عليها العسكر واسموها جمهوريات- واطلق شعارة الشهير " وحدة الهدف قبل وحدة الصف " وبهذا اقصى الدول الرجعية من وجهه نظرة فتحول الصراع من صراع عربى اسرائيلى الى صراع عربى عربى  وكذلك انساق وراء الافكار القومية لحزب البعث واخذ يتدخل فى شؤن وخصوصيات الدول الداخليه ويزرع فيها الفتن والقلاقل ويدعم الانقلابين من العسكر على هذه الانظمة وتدخله السافر فى اليمن الذى ادى الى ازمة سياسية مع السعودية وذلك بالاضافة الى مسؤليتة عن افشال اول وحدة عربية فى العصر الحديث وهى الوحدة المصرية السورية والتى اجهضت بسبب السياسات الاقتصادية الاشتراكية التى اراد تطبيقها وكذلك ترسيخة للدولة البوليسية القمعية ومحاولة اقصاء السورين وتهميش دورهم وبالتاللى خاب املهم فى الوحدة ورفضوا التبعية له واحتلالة لبلادهم ورفضوا الاتحاد.


وعسكريا الانجازات تتحدث نفسها والتى حققت احتلال سيناء مرتين الاولى فى 56 وما نسمية العدوان الثلاثى من قبل انجلترا وفرنسا واسرائيل بعد قرارة العنترى بتأمبم قناه السويس ولم ينسحبوا الا بعد ضغط دولى امريكى سوفيتى وبعد ان اعترف لاسرائيل بحقها فى الملاحة بخليج السويس ومن هنا اعتبر حق مكتسب لها  والثانية فى 67  عندما حاول اغلاق الخليج فى وجهه الملاحة الاسرائيلية بدون حتى ان يكون قادر على الدفاع عن ارضة وبدائت الطائرات المصرية  تتحطم على الارض فى حاله فشل استخباراتى والقوات تنسحب من سيناء فى حالة تخبط تام مما ادى الى مقتل اغلب الجنود اثناء الانسحاب .


اقتصاديا فان قانون الاصلاح الزراعى  ادى إلى تفتيت الملكية الزراعية وافسد العلاقة بين المالك والفلاح مستأجر الارض بعدما كانت تقوم على نظام المزارعة والتراضى وبذلك زرعت الحقد فى النفوس واضرت بمصلحة كبار الملاك وصغارهم مما ادى لتدهور الزراعة عموما ، وعندما هدف للقضاء على سيطرة رأس المال على الحكم قام بتأميم الصناعات والشركات وتسليم الشركات ومصانعها المؤممة إلى ما أسمتهم أهل الثقة واستبعد اهل الخبرة التى تحتاج الصناعات إلى خبرتهم وقد أدى التأميم إلى اضمحلال الصناعات المصرية التى كانت مزدهرة خاصة صناعات النسيح التى كانت منتجاتها تنافس المنتجات الاوربية  وكان ذلك التأميم شكلا من أشكال الاشتراكية المشوهة التى أخذت بها العسكر وتحولت الشركات المؤممة إلى ما عرف بعد ذلك بالقطاع العام ، باختصار التردى الاقصادى الذى نعانية الان هو نتيجة لهذه السياسات .


وبدون التحامل على عبد الناصر فهو بالطبع بشر له ايجابيات وسابيات ولكن للاسف سلبياتة فاقة ايجابياتة وللاسف اكثر فان محبيه يعتبرنوه اله للعدالة وايقونة للثورة ومثال لايجب الحياد عنه فى الحكم القويم وبرغم اختلافى معهم ومع منجزات 23 يوليو فلم اشخصن القضية ولكن ما ارفضة وبشده هو محاولة تزوير التاريخ واظهار كل المشائن فى الحقبة الملكية ومحاولة شيطنة الاسرة العلوية واظهارها على انهم اجانب وليسوا مصريين برغم انهم كانوا وطنيين ومخلصين للوطن وهم بشر فى النهايه لهم مالهم وعليهم ماعليهم ولكن من وجهه نظرى العصر الملكى افضل بمراحل من الحكم العسكرى فقد كان نظام الحكم اشبه بالملكية الدستورية والحكم يتمركز فى يد الحكومة وليس الملك وكان هناك برمان قوى واحزاب لها ارضية فى الشارع بدون استخدام خطاب دينى ولم يكن هناك فساد كما  كان يصور لنا وسوف اعطيكم مثلا بزعيم حزب الاغلبية ورئس الوزراء وقتها النحاس باشا حينما استجوب فى البرلمان بسبب فراء فرير كان بخص زوجتة وقدم بنفسة فاتورة للبرلمان وايضا رئيس وزراء اخر استجوب بسبب سجاده جاء بها بعد عودتة من ايران  ، و كانت الحريات مرتفعة ومناسبة لعصرها ووسائل التعبير كانت متاحة دون قيود وحقوق الانسان تراعى وكرامة المواطن لا تهدر ، والقاهرة كانت مخططة ومنظمة ومن اجمل مدن العالم و التعلم بالرغم من انه ليس منتشر الا ان المستوى نفسة عالى عن المستويات الحالية وكانت جامعة القاهرة -فؤاد الاول- تصنف من افضل 10 جامعات على مستوى العالم وبرغم ان التعليم لم يكن مجانى الا ان الفرص كانت متكافئة ولم يقصى احد من التعليم وخير مثال كيف تعلم عبد الناصر والسادات ومبارك وكيف التحقوا بالجيش وكذلك فمشروع مجانية التعليم طرحة حزب الوفد فى البرلمان قبل 52 ، و كان مستوى الخدمات الصحية رغم قله عدد الوحدات الا انها كانت متناسبة مه عدد السكان والتطور العلمى وقتها  ، وبرغم غياب العدالة الاجتماعية الا انها ليست اختراع ناصرى فقد نادى بها فى الاربعينات العديد من المفكريين الليبرالين امثال لويس عوض ومحمود مندور وكذلك قيادات من حزب الوفد نفسه ، والاقتصاد فبرغم كوننا دوله زراعية الا ان الاقتصاد كان جيد والجنيه الذهب يعادل الجنيه المصرى والدولار الامريكى لايزيد عن 20 قرشا وكانت علاقتنا طيبة مع كل دول العالم .





الأربعاء، 27 يونيو 2012

نهائى كأس مصر











طبعا بمناسبة اجواء اليورو التى نعيشها الان والتى يتلاهف ملاين المصرين لمشاهدة مبارياتها او على الاقل متابعة سير احداث البطولة الاقوى فى كرة القدم على مستوى العالم و ليس هذا فقط للمستويات الفنية الرائعة لفرقها او الاداء الرائع فى المباريات او حتى الاخراج الاروع بل النظام فى مدرجاتها وهذه اهم نقطة - وما ادراك ما مدرجات اليورو - حيث ال "مزز" الفاتنة التى تشجع فريقها بكل حماسة وباقل كمية ممكنة من الملابس وهذا بالطبع ما يعجب مشجعنا المصرى وخصوصا بعد توقف الدورى لاجل غير مسمى وحرمانة من مشاهده "مزز" الدرجة الثالثة وهنا انا لا اقصد انهم فرز ثالث لاسمح الله ولكن اقصد انهم يشجعون من مدرجات الدرجة الثالثة علشان ماحدش يفهم غلط .
وطبقا لهذه الاجواء الكروية اخذت افكر بالاوضاع السياسية فى مصر بعد الثورة من خلال منظور رياضى مسابقاتى وبتحليل القنوات الرياضية على طريقة شلبوكا وبندق وشوبير ، فاكتشفت اننا اليوم نلعب فى نهائى الكائس بين الاخوان والعسكر وننتظر من منهم سيحسم النتيجة ويفوز بالبلد اقصد بالكائس وليس بالغريب ان يصل هذان الفريقان الى الدور النهائى دون غيرهما فهم الاكثر تنظيما ومهاراتنا ويمتلكان مخزون بدنى هائل يمكنهم من اللعب سنة كاملة دون توقف وكذالك هم الاكثر مشاركة فى المسابقات ولهذه علينا تحيتهم لانهم يستحقوا الوصول لهذا الدور بغض النظر ان اتفقنا معهم ام اختلفنا .
هذه المسابقة هى فريده فى قوانينها المنظمة فالفرق فيها ليس لها قوائم ثابتة تخوض بها البطولة كاملة بل من الممكن ان ترى اللاعبون يتنقلون بين الفرق ومن الممكن ان ترى من كان حكما فى مباراة ان يخوض المباراة الاخرى وهكذا ، وانطلقت فاعليات المسابقة فى 19 مارس باول مباراه بين الفريق "نعم" والفريق "لا" بطاقم تحكيم عسكرى بقياده "ميشو" ونزل الفريقين الى ارض الملعب حيث فريق "نعم" بقميصة الاخضر وشورتة الطويل الاطول حتى من البرمودا - بما لا يخالف شرع الله - وهذا الفريق يتكون من 2 "سلفيين" فى الهجوم  و4 "اخوان" فى الوسط و 4 "دعاة استكرار" فى الدفاع  والفريق الاخر "لا" نزل الملعب بقميصة الاسود القاتم وشورتة القصير المحزق الذى يشبه شورتات فترة الثمانينات فهى اقرب للبوكسر منها للشورت والفريق يتكون من 2 "شباب ثورة" فى الهجوم و4 "نخبة" فى الوسط و4 "مسيحين" فى الدفاع وتبداء المباراه بهجوم قوى من مهاجمين فريق "لا" يفتقر للتكتيك والمهارة ويعتمد على الحماس فيفقدوا الكرة التى يقطعها خط وسط فريق"نعم" والذى يسيطر على منطقة وسط الملعب سيطرة تامة فى غياب وسط ملعب فريق "نعم" طوال المباراه ويمد مهاجمية بتمريرات وثروهات قاتلة تفضى اى انفرادات وها هنا "عصام سلطان" يمرر الكرة ل"محمد حسان" الذى يودع الكرة الشباك بكل سهولة مع تصفيق حاد من الجمهور ويبداء فريق "لا" فى استنفار قوتة وبمبادرة فردية من الماهجمين ومساندة من خط الدفاع الذى يرسل عرضية رائعة يرتقى المهاجمين لها ويحولوها فى المرمى فيكون التعادل هو سيد الموقف الى ان يبداء لاعبى وسط الفريق "نعم" فى التسديد على مرمى الخصم حتى تسكن كرة صاروخية من "محمد بديع" المرمى لتعلن عن الهدف الثانى ويستمر اللقاء وسط سيطرة فريق "نعم" على الملعب بالكامل وهجمات شرسة من مهاجمية على المرمى الاخر الى ان تقلش الكورة من "سويرس" مدافع الفريق "لا" وتصل للمهاجم الخصم " محمد حسنسن يعقوب " الذى يسكنها فى الشباك وسط تكبيرات وتهليلات وقال بعد احرازة  للهدف جملتة الشهيرة " قال الشعب للجول نعم" وبعدها يطلق الحكم صفارة النهاية بفوز فريق "نعم" 3/1 والنتيجة طبعا تعكس الواقع فى ارض الملعب حيث ان الاستحواذ كان لفريق نعم بنسبة 77% : 22% وبرغم خشونة مهاجمين ووخط وسط فريق "نعم" ومخالافاتهم العديدة التى لم يحتسبها الحكم الا ان فوزهم كان مستحق نتيجة للتشجيع الرهيب من جمهورهم الكبير.
وبعد التحليل التفصيلى لمباراه الافتتاح فسنستعرض نتائج باقى المباريات فقد خرج "شباب الثورة " بعد هزيمة من " العسكر" وتعالدل "الفلول" مع "الاحزاب المدنية" وصعد الكل للدور التالى وهو دور المجموعات وتقابلت كل الفرق بنظام الذهاب والعودة وتأهل "الاخوان" و"السلفين" على رؤس مجموعات مع الثوانى "فلول" و "مدنيين" واخيرا فى "السيمى فاينال" وصل "فلول" مع "اخوان" فانتصر "الاخوان" والان يلاعبون "العسكر" الذى تأهل تلقائيا للدور النهائى بغض النظر عن عدم خوضة جولات عديدة وذلك لانة صاحب الارض ومنظم البطولة وكذلك واضع قوانين اللعبة ، وها نحن ننتظر من سيكون الفائز بالكائس.

الأحد، 24 يونيو 2012

ليس هكذا تدار الثورات

ان التعريف الحقيقى للثورة هى انها انتفاضة شعبية تشارك بها العديد من التيارات الشعبية المختلفة فكرينا وايديولوجيا ولكن يوحدها الهدف والذى هو اسقاط النظام القائم  والذى فى الغالب يكون ظالم مستبد قامع للحريات مشبع بالفساد للحد الذى تجف فيه ارض البلاد و تضيق به صدور العباد فتضطر الجموع للنزول معبره عن غضبها ومصصممة على هدفها وهو اسقاط النظام القديم باى شكل وطبعا لايوجد تصور مشترك لماهية النظام الجديد نظرا لاختلاف ايديوجيات التيارات العديدة التى شاركت فيها فالتيار الليبرالى ينشد دولة القانون العادلة بين جميع مواطنيها دون تميز عرقى او دينى او جغرافى والتى ترسخ مبداء الحريات سواء كانت فردية او عامة لاقصى الحدود وبالتالى تبنى اقتصاد السوق الحر الذى يتيح الفرصة للابداع والمنافسة ونرى الاشتراكى يحلم بولة العدالة الاجتماعية التى توفر حد ادنى للعدالة بين طبقاتها وتضمن للطبقات الدنيا مستوى معيشة كريمة والتيار الدينى الذى يريد دولة تحافظ على هويتة الثقافية وتستند لتشريعات ربانية هى الوحيدة التى تستطيع تحقيق العدل من خلالها.
وكل من شارك فى الثورة من هذه التيارات كان يدرك هذا الاختلاف تماما ومع هذا سما عن هذه الخلافات وركز فى الهدف الاسمى وبعد التنحى طبعا اعتقد البعض من هذه التيارات وبخاصة الحديثة العهد بالسياسة - التيارات الأسلامية- ان النظام سقط وحققوا الهدف المنشود وانتقلوا للخطوة التالية وهى البداء فى ترسيخ نظام جديد بناء على افكارهم ولهذا انصرفوا عن اهداف الثورة وراحوا يتحالفوا مع من يريد اجهاضها سواء كان طمعا ام سذاجة وهنا شجب الثوار هذا واعتبروه خيانة للثورة من قبل هذه التيارات ولكن احقاقا للحق فالكل يفكر بنفس منظور التيارات الأسلامية والكل يبغى النظام الذى على هواه وان لم يستطيع صناعتة فالثورة لم تنجح بالنسبة له بل واصبح يتمنى فشلها ولايتردد حتى فى دعم ممثل النظام السابق حتى لايصل تيار يخالفك فكريا فهل هذه هى المبادئ الثورية ايها الثوار ام ان الثورة ماهى الا حالة رديكالية تريد فرض اجندتها بكل دكتاتورية وبغض النظر عن باقى المجتمع وفى هذه الحالة تكون الثورة اخلت باهم مبادئها او مطالبها الاساسية وهى الديمقراطية الا تعد هذه ازدواجية معاير وتناقض صارخ .
الثورة ياحضرات تعنى التغير واى تغير من اى اتجاه بحسب اى ايديولوجية او تيار فكرى ممن شارك بصناعة الثورة يعتبر نجاحا للثورة كفكرة وهزيمة للنظام الذى قامت الثورة من اجلة وحتى ان كان هذا النجاح معنويا فقط فهو افضل من لا نجاح بالتأكيد ، وفى حالتنا هذه اى ان كان التغير فبالتأكيد لن يكون اسواء مما مر علينا خلال 30 عام من القمع والقهر والظلم والفساد والتردى السياسى والاقتصادى و الاجتماعى .
واذا كنا ننشد الديمقراطية فلابد علينا من ترسيخ مبادئها واحترام نتائجها حتى ان جاء من يخالفنا فكريا فبالديمقراطية نستطيع اقصائة وكذلك مراقبة والضغط علية ومعارضتة الى ان نستطيع الوصول للحكم وبالتالى تطبيق اجندتنا وبرامجنا وهذا لن يتحقق باستمار التظاهرات المليونية كل يوم والاخر لان عاجلا ام اجلا ستنتهى هذه الحالة الثورية ولن يكون هناك مسلك غير الطريق السياسى المار بصناديق الانتخاب وهذا ما ادركة  "الاخوان المسلمون" بعد التنحى واختاروا الطريق الاصوب فلابد لنا نحن ايضا ان نسلك نفس الطريق لتحقيق هدفنا وغايتنا حتى نستطع تحقيق الاهداف التى نزلنا من اجلها.

الاثنين، 11 يونيو 2012

من لم يمت بالاخوان مات بالعسكر

للاسف الشديد فقد كتب علينا كتيار ثورى مدنى ان نكون فى دور المعارضة للرئيس القادم سواء كان الفريق/ احمد شفيق مرشح المجلس العسكرى وممثل النظام السابق والمعبر عن الدكتاتورية العسكرية او د/ محمد مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة الزراع السياسى لجماعة الاخوان المسلمون وممثل تيار الاسلام السياسى والمعبر عن الفاشية الدينية ، فنحن هنا اما خيارين احلاهما مر بالنسبة للثورة كفكرة او حلم وسواء سكلنا اى من الطريقين الاخوانى او العسكرى فهذا يعد انحراف عن مسار الثورة وابتعاد عن اهدافها .
السؤال هنا هو ماذا نحن بفاعلون ؟ هل ندعم الاخوان كشركاء فى الثورة نكاية فى المجلس العسكرى وحتى ينتهى الحكم العسكرى الجاثم على صدورنا منذ 60 عام ونرى رئيس مدنى ، ام ندعم العسكر نكاية فى الاخوان الذين تخلو عن الثوار والثورة فى احرج لحظاتها وكذلك لنحافظ على مدنية الدولة من قيام دولة دينية فاشية مستبدة على غرار النموذج الايرانى ، ام نشارك بابطال الاصوات لتفقد الانخابات قانونيتها ، ام نقاطع من الاساس حتى لانضفى شرعية على هذه المسرحية.
الخيارين الاخيرين بالنسبة لى سواء مقاطعة او ابطال الاصوات فهى تعد منتهى السلبية - وبالبلدى كده قلة حيله - واذدواجية معاير فقد طالبنا بالديموقراطية فلابد ان نحترمها بغض النظر طبعا عن التجاوزات الى حدثت وخطة المجلس العسكرى طوال الفترة الانتقالية لاجهاض الثورة ولكن نحن وافقنا على اللعب منذ البداية فلابد من الاستكمال حتى صفارة الحكم ولامجال للانسحاب والذى يعنى الخسارة بحسب القواعد الرياضية والاعراف العسكرية ومن يدعوا للمقاطعة يذكرنى بشخص جائع منذ ايام كان يريد لحم فلم يجد فطلب سمك ولم يجد واكتشف ان المتاح فقط فول وعدس وهما اسوء الاكلات بالنسبة له فبحسب منطقهم يرفض الاكل ويموت جوعا لرفضة الفول والعدس مع ان العقل والمنطق يحتم عليه الاختيار بينهما حتى يسد جوعة.
"مدنية" هذه الكلمة هى القاسم المشترك بين من سيدعم العسكر ومن سيدعم الاخوان على حد سواء ولكن لكل طرف تفسيرة لهذه الكلمة او بمعنى اصح اختذاله لها فى احد جوانبها واهمال الباقى فمن يرفض الدولة الدينية والحكم الكهنوتى يرى ان شفيق هو من سيصون مدنية الدولة وسيوقف المد الدينى الاصولى الصاعد بقوة بعد سقوط نظام مبارك والذى هيمن على اغلبية البرلمان وكذلك سيتصدى لجماعة الاخوان المسلمون حتى لايستحوذوا على كل السلطات ، ومن يرفض الحكم العسكرى - حتى وان كان مبطن تحت بدلة مدنية انيقة - فسوف يختار مرسى لنتخلص من هذا الحكم العسكرى الديكتاتورى الذى لايقل خطورة عن الحكم الدينى الفاشى ، فالطرفان يدعيان المدنية ولكن المدنية لاتحقق الا بشقيها ( لا عسكر - لا كهنوت ) فمن يظن ان شفيق هو حامى المدنية فهو مخدوع او ان مرسى سوف يحققها فهو واهم ، لهذا علينا الاختيار بين اخف الضررين ونوع المدنية التى تعجبنا بغض النظر حتى ان كانت ناقصة ولكن ان قسنا درجة تمدين اى من المرشحين بكل حيادية فالكفة سوف تصب لصالح مرسى لاسباب عديدة تتمثل فى صعوبة قيام الاخوان بتطبيق نظام حكم دينى فور وصولهم للسلطة نظرا لاحتياجهم لمده زمنية كافية حتى يتغلغلوا فى مؤسسات الدولة وذلك بالاضافة لفقدانهم اغلب شعبيتهم فى الشارع مما سوف يشكل ضغط شعبى عليهم تستطيع القوى المدنية ان تستغلة لتكوين جبهة معارضة قوية تحول دون تحقيقهم للدولة الدينية ذلك بالاضافة قابلية الفكر الاخوانى للتمدين كما هو الحال لفصائلهم فى دول العالم العلمانية (العدالة والتنمية) فى تركيا واللذين تقبلوا العلمانية وتعايشوا معها بل ويبشرون بها ايضا حبث نجد اردوغان يطالب المصرين بدولة علمانية وكذلك (النهضة) فى تونس حيث اكدوا انه لامساس لمدنية الدولة وهذا من خلال كتابة الدستور الذى استحوذوا على اغلبية جمعيته التأسيسية ، فكل هذا يجعل فكرة اقامة الاخوان للدولة الدينية التى يطمحون لها صعبة على الاقل فى الوقت الحالى .
اما بالنسبة لوصول شفيق يعنى سيطرة التيار "الفلوعسكرى" على الحكم واعادة تحميل النظام السابق بفسادة المعهود وحكمة البولبسى القمعى واعادة الفلول والمنتفعين للسلطة بالاضافة لاستمار الدولة العسكرية وهيمنة المؤسسة العسكرية على الدولة واستحواذها على مالايقل عن 40% من الاقتصاد المصرى - وكل هذا طبعا مبهم بالنسبة لنا حيث لايجوز حتى التفكير فى مناقشة ميزانية الجيش - بالاضافة لاستحواز جنرالات الجيش المتقاعدين على اعلى مناصب الدولة من وزراء ومحافظين ورؤساء الاحياء وغيرهم  وللاسف فهذا النظام فائم من 60 عام وممتد ومتجزر فى كل مؤسسات الدولة بلا استثناء واذا لم يجتث فى فترة الثورة فلا امل فى التغير بعد ولن نرى رئيس مدنى يحكم مصر فهذه هى فرصتنا الوحيده للقضاء على الديكتاتورية العسكرية وحتى ان كان البديل فصيل رديكالى فل يستطيع الهيمنة على مؤسسات الدولة فى وقت قصير وسوف نستطيع اقصائة بالدموقراطية .