بالرغم من مرورعقود على حرب اكتوبر
1973 فهذه الحرب مازالت تخرج اسرارها ، فقد تم الكشف عن وثائق سرية صدرت من فلاديمير فينوغرادوف السفير السوفيتى السابق فى مصر ( 1970-1974 )
والذى كتب مذكرة موجهه للمكتب السياسى للحزب الشيوعى السوفيتى فى يناير 1975 عقب
عودة من القاهرة بعد انتهاء مهمتة الدبلوماسية ، وظلت هذه الوثائق حبيسة ادراج
الأرشيف السوفيتى ولم يكشف عنها الا بعد وفاته ، وذلك بالرغم من اعدادة كتاب يسمى " مصر فى زمن الابهام " عن
الفترة التى قضاها فى مصر .
يصف فينوغرادوف الحرب بأنها حرب مزيفة او مسرحية معدة مسبقا الهدف منها دخول الولايات
المتحدة لمنطقة الشرق الأوسط بصفتها راعية السلام ، والابطال هم السادات والملك
حسين و جولدا مأير وهنرى كسينجر ثم ممثلون ثانوين شاركوا دون علهم مثل حافظ الأسد
وباقى زعماء العرب ، ويطرح عدة تساؤلات مشروعة وهى فى نفس الوقت محيره للكثيرين
منذ عام 1973 حتى الأن .
هل كان موعد الحرب سريا ؟! ، اذا كانت القرار قد اخذ منذ شهر مارس بتنسيق
مع سوريا والاردن اى بعلم زعمائهم ومن المعروف مدى صلة ملك الاردن بالولايات
المتحدة اى انها كانت على علم مسبق بموعد الحرب وان لم يكن من خلال الملك حسين فبالسهولة لها رصد حشد القوات المصرية والسورية من خلال اقمارها الأصطناعية او طائرات
التجسس التى تحلق بارتفاعات عالية بجولات استطلاع دورية ، وكذلك تسريح الخبراء
العسكرين السوفيت والبالغ عددهم حوالى 2700 شخص وهذا الخبر تناقلته اغلب وكالات
الانباء العالمية ناهيك عن عملاء "الموساد" الكثر داخل اغلب البلدان
العربية وخصوصا دول المواجهه .
لماذا لم يخبر السادات الأتحاد السوفيتى بساعة الصفر ؟! ، مع العلم ان السوفيت
هم مصدر تسليح الجيش المصرى والسورى ، ولهذا ابلغت سوريا الأتحاد السوفيتى بموعد
الحرب قبلها بيومين ولكن السادات لم يفعل وهذا يدل على ان السادات كان يعرف مايسعى
له وهو ليس حرب تحرير بالتأكيد والا لما كان استغنى عن الحليف السوفيتى حتى على
الأقل لاحداث توازن مع الولايات المتحدة حليف الخصم عن طريق ضمان "فيتو"
سوفيتى على الأقل .
لماذا لم يواصل الجيش المصرى الزحف فى عمق سيناء وتحرير الأراضى برغم من
عدم وجود قوات اسرائيلية قادرة على صده ؟
، ولماذا لم تتوافر لدى للقوات المصرية خطط مواصلة الهجوم بعد العبور ؟ ،
فليس لهذا الا معنى واحد ان الجيش المصرى لم يكن يطمح فى اكثر من العبور للضفة
الشرقية لسيناء وبهذا فلا تعد حرب تحرير .
كيف حدثت الثغرة ؟ ، كيف تمكنت الدبابات الأسرائيلية من العبور للضفة
الغربية بسهولة و دون على المصريين ؟ لماذا لم تنطبق اجنحة الجيشين الثانى والثالث
الميانى فى سيناء ؟ وهذا يعتبر من ابجديات العسكرية وخطاء لا يقع فيه صغار الضباط
فكيف يقع فيه قادة جيوش ؟ ، هذا بالأضافة اللامبالاه التى ابدها السادات بعد
الثغرة حيث اتصل به فينوغرادوف الذى وجده على عكس المتوقع هادئ وغير قلق من ان
الدبابات الاسرائيلية عرب القناه ولايفصلها عن القاهرة سوى كيلومترات ، فكل هذه
الأسئلة من الناحية العسكرية تثير علامات استفهام وقد تقدم لنا اجوبتها ادلة على
نظرية المؤامرة .
واذا افترضنا سيناريوا المسرحية فما هو مكسب الممثلين المشاركين فيها ،
بالنسبة لبطل المسرحية – السادات – فقد كانت شعبيتة تتدنى فى ظل حالة اللاحرب
واللاسلم القائمة منذ عام 1967 والتى اثرت على الشعب المصرى والذى طالبه مرارا
وتكرارا بخوض الحرب ولكنة يعرف جيدا انه غير مهيئ للانتصار فى حرب كهذه نظرا لتواضع الامكانيات
وبخل الحليف السوفيتى ، وكذلك اختلافة عن شخصية سلفه – عبد الناصر – الكاريزمية
قوية التأثير صاحبة الزعامة ليس فى مصر فقط بل فى الوطن العربى فجعل منه محط
مقارنة مع عبدالناصر وحتى بين زعماء العرب الذين لم يثقوا به ويلتفوا حولة مثل
سلفة ، فضلا عن خوضة كثير من المعارك من اجل ات توطد له السلطة مع رموز القوى التى
اطاح بها وكذلك ازاحتة للعديد من العناصر الأشتراكية لرغبتة تغير اتجاه الدولة من
الكتلة الشرقية الى المعسكر الغربى بعد ان ادرك ان هذا المعسكر هو من سيهيمن على
العالم ويسيطر على الشرق الأوسط .
اما أسرائيل فهى تسعى فى المقالم الأول لتحيد الدول العربية بمعاهات سلام
حتى يتثنى لها السيطرة على فلسطين دون عناء وبذلك هى مستعده للتخلى عن بعض الاراضى
التى احتلتها عام 1967لتحقيق ذلك ، واستراتيجيا فان الجولان اهم من سيناء فهى
عباره عن هضبة كبيرة تكشف العمق الاسرائيلى وتمثل تهديد مباشر له فالسيطرة عليها
شأن امن قومى ، وكذلك النظام السورى ذو التوجة القومى – حزب البعث – هو الاخطر على
اسرائيل من نظام يميل لليبرالية ويسعى ناحية الغرب فى مصر – السادات- ولهذا فمن
المنطقى ان تشارك اسرائيل فى اللعبة لتحطيم الجيش السورى والاتحفاظ بالجولان .
والولايات المتحدة كان جليا جدا انها تسعى لوضع قدمها فى منطقة الشرق
الاوسط لترث القوى الأستعمارية القديمة – بريطانيا وفرنسا – فى منطقة النفوذ
المهمة فى العالم والتى ذادت اهميتها بعد ظهور البترول فى الخليج العربى ، فكان
لابد للولايات المتحده ان تلعب دور راعى السلام المحايد وليس الحليف الأسرائيلى
كما كان معتاد منذ بداية الصراع ، فكل هذه العوامل جمعت كل الاطراف على هدف لعب
هذه المسرحية بحسب وجهه نظر فينوغرادوف والتى لابد ان نأخذها بوجهه نظر غير محايدة
فان السوفيت هم المتضرر الأكبر من اتفاقية السلام وكذلك السادات هو من ترك قبلتهم
وولى وجهه شطر الغرب .
وجه نظر تحترم ولكنني لا اتفق معها
ردحذف