بحث

الأحد، 5 أغسطس 2012

الفلسفه المفترى عليها



يعتقد البعض ان البرغماتية - البرجماتية بحسب اللهجة السائده فى مصر لهجة وجهه بحرى- تعنى الانتهازية والاستغلال لكل الوسائل المتاحه سواء كانت مشروعة او غير مشروعة للصول الى الهدف بمعنى ادق مبداء الغاية تبرر الوسيلة والبعد كل البعد عن المعيار الاخلاقى  ولكن هذا كله عدم ادراك لمعنى البرغماتية الحقيقى ، حيث يترجم كثيرون مصطلح البراغماتية إلى العربية بمعنى "النفعية" ولكن هذه الترجمة غير دقيقة فهى لاتعكس الجوهر الحقيقى لتلك الكلمة الاجنبية عن لغتنا العربية و المصطلح العربي الأقرب إليها فهو "الذرائعية" حيث تعرف البرغماتية بأنها طريقة حل المشكلات والقضايا بواسطة وسائل عملية و قياس كل عمل أو شيء أو حالة بما تحققه من فائدة أو ضرر فالشيء جيد وصالح إذاكان نافعاً وهو سيىء إذا كان ضاراً , كما قال ابن رشد "القبيح ما قبحة العقل والحسن ما حسنة العقل".



 والبرغماتية مذهب فلسفى أجتماعى يتمحور حول مقولة تفيد الى استحالة التوصل إلى معاني الأفكار ومن ثم لا يجب تفسيرها إلا بالنظر إلى النتائج المترتبة عليها كما أنه لا يمكن تحديد المعتقدات أو تبرير التمسك بها إلا بالأخذ في الاعتبار النتائج العملية المترتبة علىها وتعارض البراغماتية الرأي الفلسفى القائل بأن المبادئ الإنسانية والفكر وحدهما يمثلان الحقيقة بدقة بل تعتبر الحقيقة هى نتاج التجارب الانسانية الواقعية وليس الفكر النظرى الذى لم يطبق على ارض الواقع  وهى بذلك تعارض مدارس الفلسفة الكلاسيكية مثل المدرسة الشكلية والمدرسة العقلانية ، والجديد الذى تبنته هذه المدرسة الفلسفية هو استبدال النظر للماضى بالنظر للمستقبل حيث ينصب اهتمامها على النتائج التى سوف تحدث وليس الاغراق فى التحليل والتعمق فى الاصول ، وتعتبر ان المعرفة لابد ان توظف لخدمة متطلبات الحياه وان الفكر بطبيعته غائى اى  يهدف لغاية معينة وتنظر للمسائل والقضايا الانسانية من خلال مدى افادتها للمجتمع من خلال تحقيق غايتها المتوقعة مستقبليا .

الأصل اللغوي للمصطلح يرجع إلى الكلمة اليونانية progma -برغما- وتعني العمل أو المسألة علمية اما المصطلح الحديث يشير إلى تلك الحركة الفلسفية التي ظهرت في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين فى الولايات المتحدة الامريكية وارتبطت بأسماء الفلاسفة بيرس ووليام جيمس وجون ديوي .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق