بحث

الأربعاء، 27 يونيو 2012

نهائى كأس مصر











طبعا بمناسبة اجواء اليورو التى نعيشها الان والتى يتلاهف ملاين المصرين لمشاهدة مبارياتها او على الاقل متابعة سير احداث البطولة الاقوى فى كرة القدم على مستوى العالم و ليس هذا فقط للمستويات الفنية الرائعة لفرقها او الاداء الرائع فى المباريات او حتى الاخراج الاروع بل النظام فى مدرجاتها وهذه اهم نقطة - وما ادراك ما مدرجات اليورو - حيث ال "مزز" الفاتنة التى تشجع فريقها بكل حماسة وباقل كمية ممكنة من الملابس وهذا بالطبع ما يعجب مشجعنا المصرى وخصوصا بعد توقف الدورى لاجل غير مسمى وحرمانة من مشاهده "مزز" الدرجة الثالثة وهنا انا لا اقصد انهم فرز ثالث لاسمح الله ولكن اقصد انهم يشجعون من مدرجات الدرجة الثالثة علشان ماحدش يفهم غلط .
وطبقا لهذه الاجواء الكروية اخذت افكر بالاوضاع السياسية فى مصر بعد الثورة من خلال منظور رياضى مسابقاتى وبتحليل القنوات الرياضية على طريقة شلبوكا وبندق وشوبير ، فاكتشفت اننا اليوم نلعب فى نهائى الكائس بين الاخوان والعسكر وننتظر من منهم سيحسم النتيجة ويفوز بالبلد اقصد بالكائس وليس بالغريب ان يصل هذان الفريقان الى الدور النهائى دون غيرهما فهم الاكثر تنظيما ومهاراتنا ويمتلكان مخزون بدنى هائل يمكنهم من اللعب سنة كاملة دون توقف وكذالك هم الاكثر مشاركة فى المسابقات ولهذه علينا تحيتهم لانهم يستحقوا الوصول لهذا الدور بغض النظر ان اتفقنا معهم ام اختلفنا .
هذه المسابقة هى فريده فى قوانينها المنظمة فالفرق فيها ليس لها قوائم ثابتة تخوض بها البطولة كاملة بل من الممكن ان ترى اللاعبون يتنقلون بين الفرق ومن الممكن ان ترى من كان حكما فى مباراة ان يخوض المباراة الاخرى وهكذا ، وانطلقت فاعليات المسابقة فى 19 مارس باول مباراه بين الفريق "نعم" والفريق "لا" بطاقم تحكيم عسكرى بقياده "ميشو" ونزل الفريقين الى ارض الملعب حيث فريق "نعم" بقميصة الاخضر وشورتة الطويل الاطول حتى من البرمودا - بما لا يخالف شرع الله - وهذا الفريق يتكون من 2 "سلفيين" فى الهجوم  و4 "اخوان" فى الوسط و 4 "دعاة استكرار" فى الدفاع  والفريق الاخر "لا" نزل الملعب بقميصة الاسود القاتم وشورتة القصير المحزق الذى يشبه شورتات فترة الثمانينات فهى اقرب للبوكسر منها للشورت والفريق يتكون من 2 "شباب ثورة" فى الهجوم و4 "نخبة" فى الوسط و4 "مسيحين" فى الدفاع وتبداء المباراه بهجوم قوى من مهاجمين فريق "لا" يفتقر للتكتيك والمهارة ويعتمد على الحماس فيفقدوا الكرة التى يقطعها خط وسط فريق"نعم" والذى يسيطر على منطقة وسط الملعب سيطرة تامة فى غياب وسط ملعب فريق "نعم" طوال المباراه ويمد مهاجمية بتمريرات وثروهات قاتلة تفضى اى انفرادات وها هنا "عصام سلطان" يمرر الكرة ل"محمد حسان" الذى يودع الكرة الشباك بكل سهولة مع تصفيق حاد من الجمهور ويبداء فريق "لا" فى استنفار قوتة وبمبادرة فردية من الماهجمين ومساندة من خط الدفاع الذى يرسل عرضية رائعة يرتقى المهاجمين لها ويحولوها فى المرمى فيكون التعادل هو سيد الموقف الى ان يبداء لاعبى وسط الفريق "نعم" فى التسديد على مرمى الخصم حتى تسكن كرة صاروخية من "محمد بديع" المرمى لتعلن عن الهدف الثانى ويستمر اللقاء وسط سيطرة فريق "نعم" على الملعب بالكامل وهجمات شرسة من مهاجمية على المرمى الاخر الى ان تقلش الكورة من "سويرس" مدافع الفريق "لا" وتصل للمهاجم الخصم " محمد حسنسن يعقوب " الذى يسكنها فى الشباك وسط تكبيرات وتهليلات وقال بعد احرازة  للهدف جملتة الشهيرة " قال الشعب للجول نعم" وبعدها يطلق الحكم صفارة النهاية بفوز فريق "نعم" 3/1 والنتيجة طبعا تعكس الواقع فى ارض الملعب حيث ان الاستحواذ كان لفريق نعم بنسبة 77% : 22% وبرغم خشونة مهاجمين ووخط وسط فريق "نعم" ومخالافاتهم العديدة التى لم يحتسبها الحكم الا ان فوزهم كان مستحق نتيجة للتشجيع الرهيب من جمهورهم الكبير.
وبعد التحليل التفصيلى لمباراه الافتتاح فسنستعرض نتائج باقى المباريات فقد خرج "شباب الثورة " بعد هزيمة من " العسكر" وتعالدل "الفلول" مع "الاحزاب المدنية" وصعد الكل للدور التالى وهو دور المجموعات وتقابلت كل الفرق بنظام الذهاب والعودة وتأهل "الاخوان" و"السلفين" على رؤس مجموعات مع الثوانى "فلول" و "مدنيين" واخيرا فى "السيمى فاينال" وصل "فلول" مع "اخوان" فانتصر "الاخوان" والان يلاعبون "العسكر" الذى تأهل تلقائيا للدور النهائى بغض النظر عن عدم خوضة جولات عديدة وذلك لانة صاحب الارض ومنظم البطولة وكذلك واضع قوانين اللعبة ، وها نحن ننتظر من سيكون الفائز بالكائس.

الأحد، 24 يونيو 2012

ليس هكذا تدار الثورات

ان التعريف الحقيقى للثورة هى انها انتفاضة شعبية تشارك بها العديد من التيارات الشعبية المختلفة فكرينا وايديولوجيا ولكن يوحدها الهدف والذى هو اسقاط النظام القائم  والذى فى الغالب يكون ظالم مستبد قامع للحريات مشبع بالفساد للحد الذى تجف فيه ارض البلاد و تضيق به صدور العباد فتضطر الجموع للنزول معبره عن غضبها ومصصممة على هدفها وهو اسقاط النظام القديم باى شكل وطبعا لايوجد تصور مشترك لماهية النظام الجديد نظرا لاختلاف ايديوجيات التيارات العديدة التى شاركت فيها فالتيار الليبرالى ينشد دولة القانون العادلة بين جميع مواطنيها دون تميز عرقى او دينى او جغرافى والتى ترسخ مبداء الحريات سواء كانت فردية او عامة لاقصى الحدود وبالتالى تبنى اقتصاد السوق الحر الذى يتيح الفرصة للابداع والمنافسة ونرى الاشتراكى يحلم بولة العدالة الاجتماعية التى توفر حد ادنى للعدالة بين طبقاتها وتضمن للطبقات الدنيا مستوى معيشة كريمة والتيار الدينى الذى يريد دولة تحافظ على هويتة الثقافية وتستند لتشريعات ربانية هى الوحيدة التى تستطيع تحقيق العدل من خلالها.
وكل من شارك فى الثورة من هذه التيارات كان يدرك هذا الاختلاف تماما ومع هذا سما عن هذه الخلافات وركز فى الهدف الاسمى وبعد التنحى طبعا اعتقد البعض من هذه التيارات وبخاصة الحديثة العهد بالسياسة - التيارات الأسلامية- ان النظام سقط وحققوا الهدف المنشود وانتقلوا للخطوة التالية وهى البداء فى ترسيخ نظام جديد بناء على افكارهم ولهذا انصرفوا عن اهداف الثورة وراحوا يتحالفوا مع من يريد اجهاضها سواء كان طمعا ام سذاجة وهنا شجب الثوار هذا واعتبروه خيانة للثورة من قبل هذه التيارات ولكن احقاقا للحق فالكل يفكر بنفس منظور التيارات الأسلامية والكل يبغى النظام الذى على هواه وان لم يستطيع صناعتة فالثورة لم تنجح بالنسبة له بل واصبح يتمنى فشلها ولايتردد حتى فى دعم ممثل النظام السابق حتى لايصل تيار يخالفك فكريا فهل هذه هى المبادئ الثورية ايها الثوار ام ان الثورة ماهى الا حالة رديكالية تريد فرض اجندتها بكل دكتاتورية وبغض النظر عن باقى المجتمع وفى هذه الحالة تكون الثورة اخلت باهم مبادئها او مطالبها الاساسية وهى الديمقراطية الا تعد هذه ازدواجية معاير وتناقض صارخ .
الثورة ياحضرات تعنى التغير واى تغير من اى اتجاه بحسب اى ايديولوجية او تيار فكرى ممن شارك بصناعة الثورة يعتبر نجاحا للثورة كفكرة وهزيمة للنظام الذى قامت الثورة من اجلة وحتى ان كان هذا النجاح معنويا فقط فهو افضل من لا نجاح بالتأكيد ، وفى حالتنا هذه اى ان كان التغير فبالتأكيد لن يكون اسواء مما مر علينا خلال 30 عام من القمع والقهر والظلم والفساد والتردى السياسى والاقتصادى و الاجتماعى .
واذا كنا ننشد الديمقراطية فلابد علينا من ترسيخ مبادئها واحترام نتائجها حتى ان جاء من يخالفنا فكريا فبالديمقراطية نستطيع اقصائة وكذلك مراقبة والضغط علية ومعارضتة الى ان نستطيع الوصول للحكم وبالتالى تطبيق اجندتنا وبرامجنا وهذا لن يتحقق باستمار التظاهرات المليونية كل يوم والاخر لان عاجلا ام اجلا ستنتهى هذه الحالة الثورية ولن يكون هناك مسلك غير الطريق السياسى المار بصناديق الانتخاب وهذا ما ادركة  "الاخوان المسلمون" بعد التنحى واختاروا الطريق الاصوب فلابد لنا نحن ايضا ان نسلك نفس الطريق لتحقيق هدفنا وغايتنا حتى نستطع تحقيق الاهداف التى نزلنا من اجلها.

الاثنين، 11 يونيو 2012

من لم يمت بالاخوان مات بالعسكر

للاسف الشديد فقد كتب علينا كتيار ثورى مدنى ان نكون فى دور المعارضة للرئيس القادم سواء كان الفريق/ احمد شفيق مرشح المجلس العسكرى وممثل النظام السابق والمعبر عن الدكتاتورية العسكرية او د/ محمد مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة الزراع السياسى لجماعة الاخوان المسلمون وممثل تيار الاسلام السياسى والمعبر عن الفاشية الدينية ، فنحن هنا اما خيارين احلاهما مر بالنسبة للثورة كفكرة او حلم وسواء سكلنا اى من الطريقين الاخوانى او العسكرى فهذا يعد انحراف عن مسار الثورة وابتعاد عن اهدافها .
السؤال هنا هو ماذا نحن بفاعلون ؟ هل ندعم الاخوان كشركاء فى الثورة نكاية فى المجلس العسكرى وحتى ينتهى الحكم العسكرى الجاثم على صدورنا منذ 60 عام ونرى رئيس مدنى ، ام ندعم العسكر نكاية فى الاخوان الذين تخلو عن الثوار والثورة فى احرج لحظاتها وكذلك لنحافظ على مدنية الدولة من قيام دولة دينية فاشية مستبدة على غرار النموذج الايرانى ، ام نشارك بابطال الاصوات لتفقد الانخابات قانونيتها ، ام نقاطع من الاساس حتى لانضفى شرعية على هذه المسرحية.
الخيارين الاخيرين بالنسبة لى سواء مقاطعة او ابطال الاصوات فهى تعد منتهى السلبية - وبالبلدى كده قلة حيله - واذدواجية معاير فقد طالبنا بالديموقراطية فلابد ان نحترمها بغض النظر طبعا عن التجاوزات الى حدثت وخطة المجلس العسكرى طوال الفترة الانتقالية لاجهاض الثورة ولكن نحن وافقنا على اللعب منذ البداية فلابد من الاستكمال حتى صفارة الحكم ولامجال للانسحاب والذى يعنى الخسارة بحسب القواعد الرياضية والاعراف العسكرية ومن يدعوا للمقاطعة يذكرنى بشخص جائع منذ ايام كان يريد لحم فلم يجد فطلب سمك ولم يجد واكتشف ان المتاح فقط فول وعدس وهما اسوء الاكلات بالنسبة له فبحسب منطقهم يرفض الاكل ويموت جوعا لرفضة الفول والعدس مع ان العقل والمنطق يحتم عليه الاختيار بينهما حتى يسد جوعة.
"مدنية" هذه الكلمة هى القاسم المشترك بين من سيدعم العسكر ومن سيدعم الاخوان على حد سواء ولكن لكل طرف تفسيرة لهذه الكلمة او بمعنى اصح اختذاله لها فى احد جوانبها واهمال الباقى فمن يرفض الدولة الدينية والحكم الكهنوتى يرى ان شفيق هو من سيصون مدنية الدولة وسيوقف المد الدينى الاصولى الصاعد بقوة بعد سقوط نظام مبارك والذى هيمن على اغلبية البرلمان وكذلك سيتصدى لجماعة الاخوان المسلمون حتى لايستحوذوا على كل السلطات ، ومن يرفض الحكم العسكرى - حتى وان كان مبطن تحت بدلة مدنية انيقة - فسوف يختار مرسى لنتخلص من هذا الحكم العسكرى الديكتاتورى الذى لايقل خطورة عن الحكم الدينى الفاشى ، فالطرفان يدعيان المدنية ولكن المدنية لاتحقق الا بشقيها ( لا عسكر - لا كهنوت ) فمن يظن ان شفيق هو حامى المدنية فهو مخدوع او ان مرسى سوف يحققها فهو واهم ، لهذا علينا الاختيار بين اخف الضررين ونوع المدنية التى تعجبنا بغض النظر حتى ان كانت ناقصة ولكن ان قسنا درجة تمدين اى من المرشحين بكل حيادية فالكفة سوف تصب لصالح مرسى لاسباب عديدة تتمثل فى صعوبة قيام الاخوان بتطبيق نظام حكم دينى فور وصولهم للسلطة نظرا لاحتياجهم لمده زمنية كافية حتى يتغلغلوا فى مؤسسات الدولة وذلك بالاضافة لفقدانهم اغلب شعبيتهم فى الشارع مما سوف يشكل ضغط شعبى عليهم تستطيع القوى المدنية ان تستغلة لتكوين جبهة معارضة قوية تحول دون تحقيقهم للدولة الدينية ذلك بالاضافة قابلية الفكر الاخوانى للتمدين كما هو الحال لفصائلهم فى دول العالم العلمانية (العدالة والتنمية) فى تركيا واللذين تقبلوا العلمانية وتعايشوا معها بل ويبشرون بها ايضا حبث نجد اردوغان يطالب المصرين بدولة علمانية وكذلك (النهضة) فى تونس حيث اكدوا انه لامساس لمدنية الدولة وهذا من خلال كتابة الدستور الذى استحوذوا على اغلبية جمعيته التأسيسية ، فكل هذا يجعل فكرة اقامة الاخوان للدولة الدينية التى يطمحون لها صعبة على الاقل فى الوقت الحالى .
اما بالنسبة لوصول شفيق يعنى سيطرة التيار "الفلوعسكرى" على الحكم واعادة تحميل النظام السابق بفسادة المعهود وحكمة البولبسى القمعى واعادة الفلول والمنتفعين للسلطة بالاضافة لاستمار الدولة العسكرية وهيمنة المؤسسة العسكرية على الدولة واستحواذها على مالايقل عن 40% من الاقتصاد المصرى - وكل هذا طبعا مبهم بالنسبة لنا حيث لايجوز حتى التفكير فى مناقشة ميزانية الجيش - بالاضافة لاستحواز جنرالات الجيش المتقاعدين على اعلى مناصب الدولة من وزراء ومحافظين ورؤساء الاحياء وغيرهم  وللاسف فهذا النظام فائم من 60 عام وممتد ومتجزر فى كل مؤسسات الدولة بلا استثناء واذا لم يجتث فى فترة الثورة فلا امل فى التغير بعد ولن نرى رئيس مدنى يحكم مصر فهذه هى فرصتنا الوحيده للقضاء على الديكتاتورية العسكرية وحتى ان كان البديل فصيل رديكالى فل يستطيع الهيمنة على مؤسسات الدولة فى وقت قصير وسوف نستطيع اقصائة بالدموقراطية .