بحث

الخميس، 25 أبريل 2013

جميله




  
هذه القصة
 شئ قديم  من زمان
هذه القصة
صارت اليوم
كانت عايشة حايتها بافراحها واحلامها
فى يوم من الايام
جى اباها بغا يزوجها
بلا مياخد رائيها
وبدائت رحلة الالام
سدو البيبان فى وجهها
حتى حد ماعاونها
لا اخوها ولا امها
ساموها جميله
جميلة ماسابت ماتدير
جميله قتلت روحها
على جال ماسبتها
جميله كاين بالزاف
الى حايتهم تكمل فيه كيف
ساموها جميله
كاين يالزاف الى حياتهم حريه

الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

العثمانيون الجدد



اثناء متابعتى المهتمه للأزمة السورية بصفتها أمتداد لثورات الربيع العربى ولأنها سوف تكتب سطور مهمه فى صفحات تاريخ منطقة الشرق الأوسط الذى يسطر من جديد فى هذه المرحلة ، وهنا اتجهت انظارى شمالا لهضبة الأناضول حيث الحدود السورية التركية بعد مناوشات قصف على أثرها الجيش التركى لمواقع داخل العمق السورى على مدار عده أيام  ردا على مقتل  5 مواطنيين اتراك بعد سقوط قذيفة "مورتر" على قرية حدودية تركية ، وقد تمت عمليات القصف بعد تفويض البرلمان للجيش بالرد وبرغم المعارضة الشعبية التى تمثلت فى مظاهرات مناوئة للحرب فى انقرة واسطنبول وما تبعه من اعتراض تركيا لطائرة روسية كانت تحمل معدات واجهزة رادار متجهه الى سورية .
لا اعلم لماذا تبادر فى ذهنى تلقائيا معركة  "مرج دابق" والتى دارت رحاها فى نفس المنطقة شمال الشام وانتصر فيها العثمانيون على المماليك وبعد مقتل قنصوة الغورى اخر سلاطيين المماليك  فى تلك المعركة اخذت مدن الشام تسقط واحده تلو الاخرى فى يد السلطان سليم الأول الى ان وصل القاهرة واعلن انهاء دولة المماليك وضم مصر والشام للخلافة العثمانية ، ففيما يبدو انى استشعر طموح تركى فى المنطقة يعيد زمن الهيمنة العثمانية على المشرق العربى.
ان الموقف التركى من الأزمة السورية يكاد يكون مثالى بدعمة لطموح الشعب الثورى الطالب للحرية والساعى للتخلص من الاستبداد والدكتاتورية عن طريق موقف سياسى مندد بمجازر النظام السورى ومطالبتة صراحة بالتنحى وايضا احتضان المجلس الوطنى المعارض وكذلك موقف انسانى من خلال استقبال عشرات الألاف من اللاجئين الفارين من جحيم المعارك ثم السماح لقوات المعارضة المسلحة بأستخدام الأراضى التركية فى التدريب وجلب السلاح والمؤن للمقاتلين فى الداخل السورى .
يتثق هذا الموقف مع السياسة التى تتبعها الحكومة التركية تجاه ثورات الشعوب العربية  فنجدها مساندة لكل الدول التى سعت للتحرر ، ولكن الوضع السورى يختلف عن باقى دول الربيع العربى الشمال افريقية – مصر وليبيا وتونس – والتى هى بعيده جغرافيا عن الحدود التركية وقديما انسلخت سريعا من الحكم التركى المباشر بعكس دول "الهلال الخصيب"- الشام والعراق- كانت تخضع للحكم التركى المباشر وظلت كذلك حتى انهيار الدولة العثمانية وعقد اتفاقية "سايكس بيكو" لتقسيمها لدويلات من نصيب الدول الأستعمارية المنتصرة فى الحرب – بريطانيا وفرنسا- ، ولهذا فتلك المنطقة تعد الحظيرة الخلفية لتركيا ومنطقة نفوذ تاريخية لتلك المعطيات بالاضافة للحدود المشتركة ومشاكلها – لواء الاسكندرونه الذى استقطع من سوريا بعد التقسيم – وكذلك الطبيعة الديموغرافية للمنطقة ووجود عدد من الاقليات التى تنتمى للعرق التركى – التركمان – واقليات علوية داخل تركيا ايضا وكذلك الاشتراك فى القضية الكردية والتى تنقسم بين تلك الدول ، فكل تلك العوامل تجعل منها منطقة امن قومى تركى بأمتياز ، والدور التركى فى هذه المنطقة عامة -الهلال الخصيب-  يعيد للاذهان صراع تاريخى عثمانى صفوى على النفوذ فيها ويأججه طبعا صراع مذهبى سنى شيعى مما انتج صراع تركى ايرانى حديث للهيمنه عليها .
وكما نعلم فان سياسة الدول تنبثق من حكامها ، ومن يحكم تركيا الان حزب العدالة والتنمية – الاخوان المسلمون – وكما يطلق عليهم العثمانيون الجدد لهم سياسة معينة تجاه الوطن العربى عامة ودول النفوذ القديم خاصة ، فهم يسعون لأعادة أرث الامبراطورية العثمانية التاريخى عن طريق هيمنة من خلال لعب دور محورى واساسى فى قضايا المنطقة ابتداء من العراق قبل الغزوالامريكى حيث رفضت فتح اراضيها للجيش الامريكى الغازى واثناء الاحتلال وقفت بالمرصاد لاى محاولة كردية للانفصال باقليم كردستان وبعد الجلاء كذلك مواقفها موازنة تجاه التنوع السياسى العراقى ، ومرورا بفلسطين التى اصبحت مواقف تركيا منها بعد تولى اردوغان لرئاسة الحكومة مختلفة تماما عن مواقف حكومة بولنت اجاويد التى سبقته من حيث صدام مع الصديق القديم الأسرائيلى بداء منذ المشادة مع شيمعون بيريز فى منتدى دافوس وكذلك موقفهم الحاسم من الهجوم الأسرائيلى على أسطول الحرية والذى راح ضحيتة مواطنين أتراك فكل هذا ادى الى مرور العلاقات بمراحل توتر وبالطبع فهذا يكسبها نقاط لدى العرب ، ثم مواقفها تجاه دول الربيع العربى ودعمها لثورات الشعوب .
سياسة تركيا الحالية لاتهدف للهيمنة السياسية او العسكرية فحسب ولكن لها ابعاد ثقافية واجتماعية  فقد غزت الدراما التركية البيوت العربية من  المنامة الى الرباط واضحت الأعلى مشاهدا على الشاشات العربية بل وافتتحت قنوات خصيصا للدراما التركية فقط والادهى من ذلك انه انتشرت ايضا مسلسلات تاريخية وطبعا ستحاول تجميل صورة الحكم التركى للبلاد العربى والذى هو فى الحقيقة لم يكن الا احتلال غاشم بل وافظع من الاستعمار الأوروبى وعلى ما اعتقد يعد هذا من انواع الغزو الثقافى وخصوصا اذا علمنا ان الحكومة التركية نفسها تساعد فى هذا فوزارة السياحة التركية تدعم هذه الاعمال الدرامية بملاين الدولارات نظرا لتسويقها الغير مباشر للمعالم الاثرية التركية  وقد تلازم ذلك طبعا مع تنظيم برامج سياحية جيده وباسعار فى متناول المواطن العربى مما ادى لزياده نسبة السائحين العرب لتركيا ، واجتماعيا فى الأساس هناك تأثير عرقى تركى منذ عصور الخلافة فهناك العديد من المواطنين العرب لهم اصول تركية وخصوصا فى مصر والشام ، ومع صعود الأخوان المسلمين للسلطة فى دول الربيع العربى فطبعا زادت روابط الصلة بينهم وبين نظرائهم الأتراك – العدالة والتنمية – مما نتج عنه سياسات تدعم الثقافة التركية فى هذه البلدان مثل وضع اللغة التركية كلغة اجنبية ثانية فى المدارس التونسية .
ولكل هذه الأسباب لابد ان نقيم الموقف التركى من الأزمة بكل موضوعية وبعيدا عن السذاجة التى قد تجعلنا نعتقد انه نابع من شعور انساني وساعى لتحقيق العدالة وان تركيا لا ناقة لها ولاجمل فى المنطقة ، فالعثمانيون الجدد لهم اغراض ومأرب كثيرة من الوطن العربى  وخصوصا بعد لفظ الأتحاد الأوروبى لتركيا .



الاثنين، 29 أكتوبر 2012

مصر فى زمن الابهام



بالرغم من مرورعقود على حرب اكتوبر 1973 فهذه الحرب مازالت تخرج اسرارها ، فقد تم الكشف عن وثائق سرية صدرت من فلاديمير فينوغرادوف  السفير السوفيتى السابق فى مصر ( 1970-1974 ) والذى كتب مذكرة موجهه للمكتب السياسى للحزب الشيوعى السوفيتى فى يناير 1975 عقب عودة من القاهرة بعد انتهاء مهمتة الدبلوماسية ، وظلت هذه الوثائق حبيسة ادراج الأرشيف السوفيتى ولم يكشف عنها الا بعد وفاته ، وذلك بالرغم من اعدادة  كتاب يسمى " مصر فى زمن الابهام " عن الفترة التى قضاها فى مصر  .
يصف فينوغرادوف الحرب بأنها حرب مزيفة  او مسرحية معدة مسبقا الهدف منها دخول الولايات المتحدة لمنطقة الشرق الأوسط بصفتها راعية السلام ، والابطال هم السادات والملك حسين و جولدا مأير وهنرى كسينجر ثم ممثلون ثانوين شاركوا دون علهم مثل حافظ الأسد وباقى زعماء العرب ، ويطرح عدة تساؤلات مشروعة وهى فى نفس الوقت محيره للكثيرين منذ عام 1973 حتى الأن .
هل كان موعد الحرب سريا ؟! ، اذا كانت القرار قد اخذ منذ شهر مارس بتنسيق مع سوريا والاردن اى بعلم زعمائهم ومن المعروف مدى صلة ملك الاردن بالولايات المتحدة اى انها كانت على علم مسبق بموعد الحرب وان لم يكن من خلال الملك حسين  فبالسهولة لها رصد حشد القوات المصرية  والسورية من خلال اقمارها الأصطناعية او طائرات التجسس التى تحلق بارتفاعات عالية بجولات استطلاع دورية ، وكذلك تسريح الخبراء العسكرين السوفيت والبالغ عددهم حوالى 2700 شخص وهذا الخبر تناقلته اغلب وكالات الانباء العالمية ناهيك عن عملاء "الموساد" الكثر داخل اغلب البلدان العربية وخصوصا دول المواجهه .
لماذا لم يخبر السادات الأتحاد السوفيتى بساعة الصفر ؟! ، مع العلم ان السوفيت هم مصدر تسليح الجيش المصرى والسورى ، ولهذا ابلغت سوريا الأتحاد السوفيتى بموعد الحرب قبلها بيومين ولكن السادات لم يفعل وهذا يدل على ان السادات كان يعرف مايسعى له وهو ليس حرب تحرير بالتأكيد والا لما كان استغنى عن الحليف السوفيتى حتى على الأقل لاحداث توازن مع الولايات المتحدة حليف الخصم عن طريق ضمان "فيتو" سوفيتى على الأقل .
لماذا لم يواصل الجيش المصرى الزحف فى عمق سيناء وتحرير الأراضى برغم من عدم وجود قوات اسرائيلية قادرة على صده ؟  ، ولماذا لم تتوافر لدى للقوات المصرية خطط مواصلة الهجوم بعد العبور ؟ ، فليس لهذا الا معنى واحد ان الجيش المصرى لم يكن يطمح فى اكثر من العبور للضفة الشرقية لسيناء وبهذا فلا تعد حرب تحرير .
كيف حدثت الثغرة ؟ ، كيف تمكنت الدبابات الأسرائيلية من العبور للضفة الغربية بسهولة و دون على المصريين ؟ لماذا لم تنطبق اجنحة الجيشين الثانى والثالث الميانى فى سيناء ؟ وهذا يعتبر من ابجديات العسكرية وخطاء لا يقع فيه صغار الضباط فكيف يقع فيه قادة جيوش ؟ ، هذا بالأضافة اللامبالاه التى ابدها السادات بعد الثغرة حيث اتصل به فينوغرادوف الذى وجده على عكس المتوقع هادئ وغير قلق من ان الدبابات الاسرائيلية عرب القناه ولايفصلها عن القاهرة سوى كيلومترات ، فكل هذه الأسئلة من الناحية العسكرية تثير علامات استفهام وقد تقدم لنا اجوبتها ادلة على نظرية المؤامرة .
واذا افترضنا سيناريوا المسرحية فما هو مكسب الممثلين المشاركين فيها ، بالنسبة لبطل المسرحية – السادات – فقد كانت شعبيتة تتدنى فى ظل حالة اللاحرب واللاسلم القائمة منذ عام 1967 والتى اثرت على الشعب المصرى والذى طالبه مرارا وتكرارا بخوض الحرب ولكنة يعرف جيدا انه غير مهيئ  للانتصار فى حرب كهذه نظرا لتواضع الامكانيات وبخل الحليف السوفيتى ، وكذلك اختلافة عن شخصية سلفه – عبد الناصر – الكاريزمية قوية التأثير صاحبة الزعامة ليس فى مصر فقط بل فى الوطن العربى فجعل منه محط مقارنة مع عبدالناصر وحتى بين زعماء العرب الذين لم يثقوا به ويلتفوا حولة مثل سلفة ، فضلا عن خوضة كثير من المعارك من اجل ات توطد له السلطة مع رموز القوى التى اطاح بها وكذلك ازاحتة للعديد من العناصر الأشتراكية لرغبتة تغير اتجاه الدولة من الكتلة الشرقية الى المعسكر الغربى بعد ان ادرك ان هذا المعسكر هو من سيهيمن على العالم ويسيطر على الشرق الأوسط .
اما أسرائيل فهى تسعى فى المقالم الأول لتحيد الدول العربية بمعاهات سلام حتى يتثنى لها السيطرة على فلسطين دون عناء وبذلك هى مستعده للتخلى عن بعض الاراضى التى احتلتها عام 1967لتحقيق ذلك ، واستراتيجيا فان الجولان اهم من سيناء فهى عباره عن هضبة كبيرة تكشف العمق الاسرائيلى وتمثل تهديد مباشر له فالسيطرة عليها شأن امن قومى ، وكذلك النظام السورى ذو التوجة القومى – حزب البعث – هو الاخطر على اسرائيل من نظام يميل لليبرالية ويسعى ناحية الغرب فى مصر – السادات- ولهذا فمن المنطقى ان تشارك اسرائيل فى اللعبة لتحطيم الجيش السورى والاتحفاظ بالجولان .
والولايات المتحدة كان جليا جدا انها تسعى لوضع قدمها فى منطقة الشرق الاوسط لترث القوى الأستعمارية القديمة – بريطانيا وفرنسا – فى منطقة النفوذ المهمة فى العالم والتى ذادت اهميتها بعد ظهور البترول فى الخليج العربى ، فكان لابد للولايات المتحده ان تلعب دور راعى السلام المحايد وليس الحليف الأسرائيلى كما كان معتاد منذ بداية الصراع ، فكل هذه العوامل جمعت كل الاطراف على هدف لعب هذه المسرحية بحسب وجهه نظر فينوغرادوف والتى لابد ان نأخذها بوجهه نظر غير محايدة فان السوفيت هم المتضرر الأكبر من اتفاقية السلام وكذلك السادات هو من ترك قبلتهم وولى وجهه شطر الغرب . 

السبت، 20 أكتوبر 2012

مفترق طرق



منذ عده ايام صدر تقرير من منظمة (فريدم هاوس) الأمريكية المعنية بنشر الديمقراطية ودراسات الحريات ، وكان التقرير تحت عنوان "دول فى مفترق الطريق" ويتحدث عن وضع الحريات ونظام الحكم فى دول الشرق الأوسط والتى تغيرت انظمتها السياسية فى العام الماضى بعد انتفاضات وثورات شعبية والمسماه بدول الربيع العربى - تونس ومصر و لبيا- ، ويغطى الفترة من أبريل 2009 الى ديسمبر 2011 ، ويتحدث التقرير عن مدى هشاشة المكاسب التى حققتها تلك الدول على صعيد نظام الحكم الديمقراطى والحريات ويحذر من انتكاسات قد تؤدى بهذه الدول الى العودة من جديد لأنظمة شمولية تكبت الحرية ، ويرى التقرير ان تونس هى الدولة الوحيدة من دول الربيع العربى التى شهدت تحسن ملحوظ فى نظام الحكم ومجال الحريات ، اما بالنسبة لبقية دول الربيع العربى فهناك تدهور فى نظام الحكم من حيث الشفافية ومسألة الحكومات وكذلك الحريات العامة والشخصية وحقوق الانسان .

وقد نظن ان هذا التقرير مجحف بحق دول الربيع العربى التى تخلصت من اعتى الطغاه ومن انظمة شمولية دكتاتورية مستبدة يستشرى بها الفساد وقد بدأت فى بناء انظمه ديمقراطيه تحقق تطلعات شعوب هذه الدول فى الحرية والكرامةا لانسانية والعدالةال اجتماعيه ، ولكن اخذت المنظمه بعده معاير فى تقيم الدول وهى سيادة القانون والمساءلة والشفافية ومحاربة الفساد والحريات المدنية ، واذا طبقنا هذه المعاير على دول الربيع العربى لوجدنا انه بالفعل سيادة القانون تكاد تكون غائبة عن معظم هذه الدول نتيجة لفوضى مابعد الثورات من انفلات امنى وانكسار الشرطة وعدم مقدرتها على اداء مهامها اما عجزا او تراخى متعمد مما ادى لنشاط مكثف للخارجين عن القانون وكثرة التعديات على املاك الدولة وهذا هو الحال فى مصر ، اما الجاره ليبيا الخارجة من حرب تحرير وليس مجرد ثورة شعبية سلمية والتى تبداء فى بناء مؤسسات الدولة من جديد فالامن فى يد الكتائب التى قاتلت ضد القذافى وهى كتائب متعدده الايديولوجيات واغلب المنتسبين لها هم من الهواه عديمى الخبرة وقليلى التنظيم فكيف يعهد لهم بأمن دولة ، وكذلك اليمن فمازالت سلطة القبيلة تعلوا على سلطة الدولة وسيادة قانونها وخصوصا بعد تحزب القباءل اما مع او ضد على عبد الله صالح قبل تنحية عن الحكم بعد المبادرة الخليجية . ومن ناحية المساءلة والشفافية ومحاربة الفساد فبالرغم من ارتفاع ضجيج الاصوات المناهضة للحكومات والمطالبة للمحاسبة الا انها لم تستطيع تحقيق المحاسبة ولا حتى محاكمة العديد من رموز الفساد بل وبعضهم مازال فى ارفع المناصب ولم تستطيع اعادة الاموال المنهوبة والمهربة فى بنوك اوروبا ولم تستطيع اجتثاث الفساد من مؤسسات الدولة التى ينخر اعمدتها مثل السوس ، اما الحريات المدنية فمن المتوقع ان تشهد تراجع وخصوصا مع سيطرة قوى راديكاليه - الأسلاميين- على لجان كتابتها ومن المعروف ماهو موقفها من الحريات وكذلك بعض المواد التى استقروا عليها مثل حرية العبادة المكفولة للاديان السماوية الثلاثة فقط ومحاسبة التهجم على الرموز الوطنية وغيرها من المواد مما دفع العديد من القوى المدنية القلقة على الحريات للاعتراض وقد انسحبت بالفعل الناشطة النوبية منال الطيبى وهدد بذلك عمرو حمزاوى وكذلك حركة 6 ابريل ، وبالنسبة لحقوق الأنسان فمازالت الانتهاكات كما كانت فى عصر ماقبل الربيع العربى فمازلنا نسمع عن محاكمات عسكرية واشخاص تتعرض للتعذيب وكشوف عزريه .. الخ ، واذا قارنا مانحن فيه بما كنا نتطلع له اثناء ثورات الربيع العربى لأكتشفنا اننا فعلا فى "مفترق الطريق" .

ولكن على الجانب الاخر لم يراعى التقرير بعض المؤشرات التى قد لا يتلمسها الغرب وهى ازالة حاجز الخوف من شعوب تلك الدول بعد ان كانت فى ثبات عميق منذ خمسينيات القرن الماضى وهو مكسب ليس بالهين فهولاء يمثلون ضغط على اى نظام حاكم وسوف يفكر مئات المرات اذا اراد تكرار سياسة سابقية وكذلك فقد اكتسبت الشعوب - او على الاقل تحاول - ثقافة المشاركة السياسية بعد ان كانت تحسبها من تابوهات المجتمع المحرمة والممنوع حتى التفكير فيها وليس المشاركة بها وهذا بالنسبة لثقافة مجتمعاتنا العربية تقدما هائلا ولكنة طبعا لايذكر بالنسبة لكاتب التقرير الطامحين فى معاير المجتمع الغربى ، اما ليبيا فبرغم من وجود الكتائب وانتهاكتها لسيادة الدوله فان وعى الشعب الليبى - الذى عانى من طاغية اراد عمدا تجهيلة - يدل على تطلع الشعب للحرية وللاقامة دولة مدنية حديثة وهذا يتجلى فى اختيارهم للقوى الليبرالية فى انتخابات الشبه برلمانية التى قامت وكذلك رفضهم للاعمال الارهابية التى تصدر من الكتائب الاسلامية مثل التعدى على الاضرحة واخير الهجوم على القنصلية الأمريكية فى بنغازى ومقل السفير الأمريكى فخرج سكان بنغازى وطردوا هذه الكتائب من المدينة ، فكل هذه المؤشرات من تقدم ثقافة شعوب الربيع العربى تجعلنا نثق اننا نخطوا خطوات واثقة ناحية التقدم والديمقراطية والحريات .


http://blog.noreed.com/2012/10/blog-post_20.html

الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

عصر الأضمحلال



"هل تذكرون الطيور السمينه التى كانت تقدم للآلهه ؟ هل تذكرون الخبز الابيض وموائد القرابين ورائحه العطور فى المعبد ؟ للاسف سرقت الكتب الكهنوتيه واعلنت الاسرار التى بها وذكرت النصوص السحريه السريه وفقدت مفعولها من كثره ترديد الناس لها .. للاسف قتل الكهنه واصبح حارس المكان هو سارقه .. لم يعد الفلاح يذهب الى ارضه دون ان يحرس نفسه بمجموعه من قطاع الطرق .. انظر لقد حدث شئ لم يحدث من قبل لقد سرق الناس مومياوات الملوك واصبحت الاهرامات خاليه .. اصبح الخادم يسرق كل ما يجده اصبح الفقراء اغنياء وتزينت اعناق الخدم بالذهب والفضه .. اصبح النبلاء فى تعاسه وسيدات القصور اصبحن جائعات وقد ارتدت سيدات مصر العظيمات ثياباً بالية ومن كان حافيا اصبح يمتلك اطنان من الكنوز .. لم يعد الطريق يخلو من قطاع الطرق .. انظر اصبح رجال الامن فى مقدمه الناهبين .. انظر لقد رميت قوانين قاعه العدل -المحكمه- علنا واصبحت الناس تدوسها بالاقدام وأهين الموظف وتوقف إبحار السفن إلى بيبلوس وترك الناسُ أطفالهم الذين طالما تمنَّوا ولادتهم  ولم يعد الأخ يثق بأخيه " . (بردية ايبو ور )

تصور هذه البردية احداث مهمة فى تاريخ مصر القديم فهى تغطى احداث الثورة الاجتماعية او ثورة الفقراء - الجياع - بمعنى ادق والتى قامت فى أوخر ايام الأسرة السادسة والتى كانت نتيجة طبيعية للحالة المتردية والوضع المتدنى الذى وصلت له البلاد ليس فقط فى اخر ايام حكم هذه الاسرة التى قامت فى أواخر عهدها الثورة ولكن قبل ذلك بالكثير من العقود ، وجزور المشكلة تبداء منذ عصر الأسرة الرابعة فتره حكم المالك (شبسسكاف) الذى تمرد على كهنة الاله (رع) وتمرد على نفوذهم وحاول الحد من سطوتهم فدخل معهم فى صراع أدى الى استيلائهم على الحكم وبهذا انتقلت السلطة الى بيت حاكم جديد من الكهنة وتكونت الأسرة الخامسة ، ولأن أفراد الأسرة الحاكمة الجديدة كانو من الكهنة ولا تجرى فى عروقهم الدماء الملكية لم يراعوا التقاليد الملكية الراسخة والتى كان بموجبها الفرعون - الملك- نصف آله على الأرض ويحكم بأسمه ، بل على العكس أخذت سلطة الملك تقل وفى المقابل صعد نفوذ حكام الأقاليم وكبار الموظفين والذين كلما زادوا ثرا ازداد نفوذهم وقوتهم ولم يتأثروا حتى بأنتقال السلطة الى بيت حاكم جديد - الأسرة السادسة- بداية من عهد الملك (تتى) ، وظلت البلاد اغلب فترات هذه الأسرة تعانى من ضعف السلطة المركزية مقابل زيادة نفوذ حكام الأقاليم الذين أصبحوا بمثابة ملوك فى مقاطعاتهم ولايربطهم بالعرش سوى خطيط رفيع من الولاء الشكلى ليس اكثر وأضحت البلاد أشبه بأتحاد كونفدرالى بين هذه المقاطعات ، وبتفكك السلطة المركزية تعطلت المشاريع العامة للدولة وأخذ الفساد يستشرى بين الموظفين فحاول كل موظف أن يجمع اكبر قدر من الثروات ولو على حساب المزارع – المواطن – والذى تكدست عليه الأعباء والمظالم وأصبح ايضا معرض للسلب والنهب من قطاع الطرق من القبائل البدوية التى جائت من الحدود منتهزة فرصة انفتاح الحدود نتيجة ضعف الدولة والتى قامت بالأغارة على أغلب مدن وقرى الدلتا دون ان تجد من يتصدى لها من رجال الأمن والذين اخذوا ايضا بسلب ونهب المواطنين بدلا من حمايتهم .

لهذا لم يكن أمام المواطن المصرى المطحون من كل الأطراف ألا ان يتمرد ويثور على الظلم وعلى الوضع القائم ، وعندما ثار كان كالموج الجارف الذى لايترك شئ فى طريقة فلم تسلم المعابد أو المقابر أو الدواوين الحكومية أو حتى بيوت الأثرياء فسلبت ونهبت وأمتلائت الطرقات بالجثث وعكرت الدماء نهر النيل .

فهل هناك تشابة بين تلك الحقبة الزمنية التى حدثت فيها تلك الثورة وبين الفترة التى نعاصرها الأن ؟ ، أذا قارنا من حيث العصور التمهيدية السابقة للحقبتين فسنجد اننا فى تاريخنا الحديث مررنا بتغير البيوت الحاكمة أو الفئات الحاكمة لنكون أكثر دقة فقد انهارت الأسرة العلوية - خلفاء محمد على - بعد انقلاب 23 يوليو عام 1952 وحلت محلها الأسرة العسكرية - ضباط الجيش- والتى بداء فى عصر هذه الأسرة ظهور رموز قوى وشخصيات متحكمة وتزايد نفوذها فى عهد (السادات) ولكنة استطاع القضاء على نفوذهم فيما يعرف بثورة التصحيح وكذلك بدائت فى عهده احتجاجات على ارتفاع تكلفة المعيشة وغلاء الأسعار فى انتفاضة 1977 وفى العصر الذى يليه (مبارك) ازداد نفوذ رجال الاعمال وأستشرى الفساد وعانى المصرين من الفقر وانخفاض مستوى الدخل وأفتقدوا للعدالة الاجتماعية ولهذا قاموا بالثورة ضد هذا النظام فى 25 يناير من العام السابق والتى أدت الى انهيار هذه الأسرة بتنحى (مبارك) ثم تسليم (المجلس العسكرى) السلطة للرئيس المنتخب وما تبعها من أطاحة بقيادات ( المجلس العسكرى) بتولى الرئيس (مرسى) انتقلت السلطة الى الأسرة الاخوانية التى ورثت الأسرة العسكرية.

اما الوضع القائم فحدث ولا حرج من تردى الوضع الاقتصادى و فوضى وانفلات أمنى وتعيدات على املاد الدولة ونشاط مكثف للخارجين على القانون جهارا نهارا وبمباركة رجال الأمن الذين اخذوا دور المتفرج كل هذا بالأضافة الى ان الأهداف التى ثار من اجلها الشعب لم تحقق فلم يقضى على الفساد ولم تحقق العدالة الأجتماعية ، فهل كل هذا لايعطى مؤشر على تكرار نفس السيناريو وان تقوم ثورة جياع ، ام أن التاريخ لن يعيد نفسة ! 


http://blog.noreed.com/2012/09/blog-post_4.html





الاثنين، 27 أغسطس 2012

Harraga



بكيت على ولادى ، بكيت على بلادى
بكيت على ولادى ، سالو دموعى فى الخدود
كبرتهم ربيت ، كبرت شبت وعييت
الهنا الى تمنيتلهم ما عندو حدود
قالو نمشو يا بابا ، هنا المستقبل مسدود
مابقى فيها حتى لينا ، والحوت خير من الدود
-------------------------------------------------------------------------
مشو لى ولادى شبان صغار
رضا والهادى تاهوا فى البحار
طفت شمعتى ، ونجمتى ماهى باينة
طفت شمعتى ، ياناسى والسما مغيما
---------------------------------------------------------------------------
بكيت على ولادى ، بكيت على بلادى
بكيت على ولادى ، سالو دموعى فى الخدود
كبرتهم ربيت، كبرت شبت وعييت
الهنا الى تمنيتلهم ما عندو حدود
قالو نمشو يا بابا ، هنا المستقبل مسدود
مابقى فيها حتى لينا ، والحوت خير من الدود
----------------------------------------------------------------------
بكيت وبكيت عنيا تعمو
حوست مالقيت ولادى ما ولو
ارحمنى ياالله ، ياربى رانا صابرين
ارحمنى يالله ، يالعالى ديك رانا راجعين
--------------------------------------------------------------
بكيت على ولادى ، بكيت على بلادى
بكيت على ولادى ، سالو دموعى فى الخدود
كبرتهم ربيت، كبرت شبت وعييت
الهنا الى تمنيتلهم ما عندو حدود
قالو نمشو يا بابا ، هنا المستقبل مسدود
مابقى فيها حتى لينا ، والحوت خير من الدود
-------------------------------------------------------------------------------
Cheb Khaled - Harraga 2012

الأحد، 5 أغسطس 2012

الفلسفه المفترى عليها



يعتقد البعض ان البرغماتية - البرجماتية بحسب اللهجة السائده فى مصر لهجة وجهه بحرى- تعنى الانتهازية والاستغلال لكل الوسائل المتاحه سواء كانت مشروعة او غير مشروعة للصول الى الهدف بمعنى ادق مبداء الغاية تبرر الوسيلة والبعد كل البعد عن المعيار الاخلاقى  ولكن هذا كله عدم ادراك لمعنى البرغماتية الحقيقى ، حيث يترجم كثيرون مصطلح البراغماتية إلى العربية بمعنى "النفعية" ولكن هذه الترجمة غير دقيقة فهى لاتعكس الجوهر الحقيقى لتلك الكلمة الاجنبية عن لغتنا العربية و المصطلح العربي الأقرب إليها فهو "الذرائعية" حيث تعرف البرغماتية بأنها طريقة حل المشكلات والقضايا بواسطة وسائل عملية و قياس كل عمل أو شيء أو حالة بما تحققه من فائدة أو ضرر فالشيء جيد وصالح إذاكان نافعاً وهو سيىء إذا كان ضاراً , كما قال ابن رشد "القبيح ما قبحة العقل والحسن ما حسنة العقل".



 والبرغماتية مذهب فلسفى أجتماعى يتمحور حول مقولة تفيد الى استحالة التوصل إلى معاني الأفكار ومن ثم لا يجب تفسيرها إلا بالنظر إلى النتائج المترتبة عليها كما أنه لا يمكن تحديد المعتقدات أو تبرير التمسك بها إلا بالأخذ في الاعتبار النتائج العملية المترتبة علىها وتعارض البراغماتية الرأي الفلسفى القائل بأن المبادئ الإنسانية والفكر وحدهما يمثلان الحقيقة بدقة بل تعتبر الحقيقة هى نتاج التجارب الانسانية الواقعية وليس الفكر النظرى الذى لم يطبق على ارض الواقع  وهى بذلك تعارض مدارس الفلسفة الكلاسيكية مثل المدرسة الشكلية والمدرسة العقلانية ، والجديد الذى تبنته هذه المدرسة الفلسفية هو استبدال النظر للماضى بالنظر للمستقبل حيث ينصب اهتمامها على النتائج التى سوف تحدث وليس الاغراق فى التحليل والتعمق فى الاصول ، وتعتبر ان المعرفة لابد ان توظف لخدمة متطلبات الحياه وان الفكر بطبيعته غائى اى  يهدف لغاية معينة وتنظر للمسائل والقضايا الانسانية من خلال مدى افادتها للمجتمع من خلال تحقيق غايتها المتوقعة مستقبليا .

الأصل اللغوي للمصطلح يرجع إلى الكلمة اليونانية progma -برغما- وتعني العمل أو المسألة علمية اما المصطلح الحديث يشير إلى تلك الحركة الفلسفية التي ظهرت في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين فى الولايات المتحدة الامريكية وارتبطت بأسماء الفلاسفة بيرس ووليام جيمس وجون ديوي .