بحث

الاثنين، 30 يوليو 2012

بورما اركان بين الحق والبهتان



فى الاسابيع الاخيرة كلنا عشنا مأساه المسلمين فى اقليم اركان ببورما - ميانمار- وشاهدنا بأنفسنا المجازر التى ترتكبها الجماعات البوذية المتطرفة والتى استجابت لدعوة الكهنة البوذين بالحرب المقدسة على المسلميين هناك و بمسانده حكومية وتعتيم اعلامى دولى تمت ابشع الجرائم التى يندى لها جبين البشرية فقد قتل العجائز وذبح الاطفال وبقرت بطون النساء وقطعت اشلاء الرجال بل والادهى من ذلك انهم اكلوا جثث المسلميين هولاء البوذيين البرابرة الهمج ، فتصاعدت الدعوات فى كل ارجاء الوطن العربى لاقتحام سفارات مينامار وطرد دبلوماسيها من اراضى الاسلام بل وايضا طرد العمالة البوذية من الخليج كله .


ولكن للاسف اغلب الصور ومعظم الفديوهات التى رأيناها هى مفبركة ولا تمت لصلة بمسلمى بورما اساسا 












هذه الصور لضحايا زلزال ضرب اقليم التبت فى الصين 2010 وهى توضح الكهنة البوذين وهم يجمعون الجثث لحرقها .









هذه الصورة لحادث سير فى الصين  والخبر موجود على المواقع الصينية منذ تاريخ 28-7-2010













الصورة فى تايلاند منذ عام 2004












وبدون الاطالة فى بنشر عشرات الصور على نفس الشاكلة من التزيف ، ولكن السؤال المنطقى هنا هو لماذا الفبركة ؟ ومالذى يستفيده من يفبركها او حتى ينشرها اذا كانت القضية عادلة حقا وفعلا يتعرض المسلمون هناك للاباده فما حاجة هذه القضية للكذب والتضليل ام ان كل القصة هى مجرد تهويل من قبل الاسلاميين الذين انطلقوا بعد الربيع العربى واصبحوا بتطلعوا للوصول للحكم وطبعا لابد لهم من تعاطف شعوبهم التى سيحصلون عليها عن طريق المؤامرة الكونية على الاسلام وبتغذية هذا الفكر يصبح الطريق معبد لهم للسلطة لنصرة دين الله من هذه المؤامرة .


حقيقة مايحدث فى ميانمار ان هذه الدولة الواقعة فى شرق اسيا بين الصين والهند وبنغلاديش و لاوس وتايلاند وهى كسائر دول المنطقة بها العديد من الاعراق والاجناس وكذلك اللغات والعرق الاساسى والاكبر فى الدولة هم البورمان ثم  شان وكشين وكارين وشين وكايا وركهاين  والروهنغا - المسلمون - ويسكن الروهنغا فى اقليم راخين -اركان - الذى يقع غربا على الحدود مع بنغلاديش وعرق الروهنغا يختلف عن باقى سكان ميانمار حيث انهم اقرب لسكان شبه القارة الهندية منه لميانمار من حيث الشكل والعادات والتقاليد وهم يدينون بالاسلام.


مشكلته الروهنغا هى ان العديد منهم يعتبر" بدون" - بلا هوية اثبات شخصية من قبل الدولة اى ان الدولة لاتعتبرهم من مواطنيها وانا تعدهم مستوطنيين مهاجرين جائوا من بنغلاديش والدوله الاخرى ايضا التى ينتموا لشعبها عرقيا وهى بنغلاديش ايضا تعتبرهم من مواطنيين ميانمار وترفض تجنيسهم بجنسيتها وتعتبر النازحين منهم اليها دخلاء غير شرعيين لذلك فهم يعدون مضطهدون فى وطنهم ولايستطيعوا حتى التمتع بابسط حقوقهم وهى جنسية وطنهم وهذا طبعا يؤدى عدم التحاقهم بالتعليم وافتقارهم للغطاء الصحى والتأمينى من قبل الدولة ومعاناتهم بدأت بعد الاستقلال من التاج البريطانى عام 1948 بعد ان كانت ضمنت مستعمراتها فى شبه القارة الهندية وبداء هذا قبلها بعام حيث حضر مؤتمر للاستقلال دعيت فيه كل الطوائف والمجموعات العرقية بأستثناء الروهينغا وفى عام 1962 وصل للسلطة العسكر الشيوعين وطبعا السياسة الشيوعية المعروفة تهدف لتزويب اى اقليات فى محيط الدولة وبالتالى   كان مصيرهم القمع والبطش من الحكام  بل ومحاولة محو ثقافتهم مثلهم مثل باقى الاقليات هناك ، وفى عام 1982 قام النظام الحاكم بسحب الجنسية منهم بحجة انهم توطنوا بعد دخول الاستعمار الانجليزى اى انهم لاجئيين وليسوا مواطنيين وفى عام 1991 قام النظام بأعطائهم بطاقات هوية تثبت انهم لاجئين ولايتمتعون بالجنسية ، وتستمر الانتهاكات من الدولة لهم حتى وقتنا الحالى .


المشكلة هنا ليست طائفية دينية كما يصورها البعض ولكنها مشكلة اقليه عرقية فى المقام الاول ولدينا فى الوطن العربى الكثير مثل هؤلاء فهناك "بدون" فى السعودية والكويت ولايتمتعوا بجنسية هذه البلدان وكذالك العيديد من اكراد سوريا وايضا الطوارق فى جنوب ليبيا والجزائر بل وهناك بدو فى مصر ايضا لهم نفس الحال ، واذا تتبعنا جزور المشكلة الاخيرة التى حدث فيها قتل وتهجير للروهنغا تبداء من 30/7/2011 عندما قام مجموعة من شباب الروهنيغا بأغتصاب فتاه بورمية وعندما حاول ثلاثة بورمين الدفاع عنها قتلهم المغتصبون والضحايا هم عجوز 70 سنة اسمه Mr. Aung Sha U Marma و امرأة 40 سنة و اسمها Ms. Hla Powang Prue Marma و ابنها 5 سنين و اسمه Mong Nue Ching Marma http://unheardvoice.net/blog/2011/07/31/indigenous-girl-rape-by-bengali/

صور للضحايا قتلوا على يد الروهنغا
http://thutatuam.multiply.com/journal/item/6347/Killed-By-Rohingya-Bengali-In-Western-Burma

مصدر آخر
http://arakanland.com/blog/724424/Three_Indigenous_slaughtered_while_trying_to_save_girl_from_rape

مصدر أيضاً
http://www.angelfire.com/ab/jumma/news2011/20110730_lama_killing.html

الاثنين، 23 يوليو 2012

وجه 23 يوليو الأخر







اليوم هو 23 يوليو 2012 اى الذكرة ال60 لثورة يوليو المجيدة التى اطاحت بالملك المستبد الظالم  وقضت على الاقطاع المستغل للطبقة الكادحة وكذلك اجهزت على الفساد الذى كان مستشرى وحررتنا من  نير الاستعمار والتبعية للدول الامبريالية ، وجعلتنا دولة حره ابيه صاحبه قرارها وسيادتها وتلعب دورها الريادى ليس فى المنطقة وحسب بل على نطاق العالم الثالث كله وحققت العدالة الاجتماعية وطورت التعليم والصحة وتنامى اقتصادها ، بمعنى ادق هى حققت اهداف ثورة 25 يناير "عيش - حرية - عدالة اجتماعية". وهذا طبعا ما تربينا عليه من خلال مناهج التاريخ الدراسية ووسائل الاعلام المتعددة واصبح كل هذا لدينا مسلمات لاجدال فيها وثوابت وطنية اشبه بالخطوط الحمراء ولكن للاسف فالحقيقة لها وجه اخر .
الحقيقة المجرده بكل حياد هى ان ماحدث فى 1952 لم تكن ثورة باى مقياس من المقايس فهى مجرد انقلاب عسكرى على الحاكم - الملك - وصعود العسكر للحكم بدلا منه مما اقتضى تحويل نظام الدولة لنظام جمهورى وبالتالى اسقاط الملكية وكن للاسف اسقط هذا الانقلاب الملكية الدستورية - اى الملكية المقيده بالدستور والتى تقيد صلاحيات الملك والسلطة الفعليه تكون للحكومة التى يعينها البرلمان المنتخب من الشعب - واستبدلها بجمهورية اوتوقراطية على رأسها دكتاتور يعاونة فى الحكم طبقة من صغار العسكر عديمى الخبرة يتقلدون حقائب وزارية ليس لهم كفاءة لادارتها ، فى البدايه قال العسكر الانقلابين انهم يريدون حمايه الدستور الذى تعدى عليه الملك وانتهكه فكان لابد من الاصلاح الدستورى الذى تمثل فى تعطيل دستور23 وحل البرلمان والتصنع باعداد دستور افضل والذى انجز فى سنة 54 والذى مالبس ان اكتمل حتى اجهزوا عليه جنينا قبل ان يولد اصلا .
اما على صعيد الحريات فحدث ولا حرج  فقد تم حل الأحزاب وتكميم الصحافة وتسيس اللاعلام ليكون بوق العسكر واطلاق يد الاجهزة الامنيه الباطشة وقمع كل التيارات السياسية المختلفة والزج بكل المعارضين فى السجون والمعتقلات واى سجون هى انها التى ابتكر بها سياسة التعذيب الممنهج على كل اشكال الانتهاكات التى تفوق بمراحل ما حدث فى غوانتانامو او ابو غريب او حتى الباستيل ، وقد امتلاءت هذه السجون بالنخبة المثقفة سواء من ليبرالين او شيوعين او اسلاميين ليس هذا وحسب بل وجعل الشعب بنقسم ويتجسس الصديق على صديقة والابن على والده ويتقاتل داخليا بالتخريض على الخصوم السياسين كما حدث فى ازمة مارس 54 عندما سيروا العمال فى مظاهرات تأيد للعسكر وهم يحملون لافتات مكتوب عليها تسقط الديمقراطية وتحيا الدكتاتورية وتوجهوا لمجلس الدوله واعتدوا على السنهورى باشا الذى كان يطالب بالدستور وعوده الاحزاب ومن قبلها الاطاحة ب محمد نجيب وتحديد اقامتة نظرا لتبنية فكرة عوده العسكر لثكناتوهم وكان التنكيل نصيب كل من يحتج على سياسات عبدالناصر ، فعن اى كرامة يتحدثون وكيف يكون للمواطن كرامة هو لايستطبع ابداء رأيه او المشاركة السياسية وان فكر فى ذلك مجرد تفكير سوف يعذب حتى يتوب وبركع ل عبد الناصر ونعم الكرامة والحرية هى .
 وهل قضت على الاقطاع وسيطرة طبقة الخواص على مقدرات الدولة مع العلم انه لم يكن هناك اقطاع بالمعنى المعروف - يملك الارض ومن عليها - بل كانت طبقة كبار ملاك وليس اقطاعيين فقد استبدلت هذه الطبقة بطبقة من العسكر محدثين النعمة والذين استولوا على معظم ممتلكات هذه الطبقة من اراضى وقصور وجواهر وتركوا للشعب الفتات واصطنعوا فكرة العدالة الاجتماعية التى فرغت من مضمونها .
سياسيا يصور لنا ان مصر كانت بعيده عن الهيمنة الاجنبية وكان لها دور ريادى وحد العرب خلفها ولكن هل خذا صحيح ؟ انا لا اعتقد ذلك ف عبد الناصر اخرجنا من نطاق الكتلة الغربية الامبريالية صاحبت الارث الاستعماري القديم الى الكتلة الشرقية الشيوعية التى تمثل الفاشية الجديدة وقتها فهل كان عبد الناصر سيد قرارة ام قرارة كان يراعى المصالح السوفيتية وهذا منطقي جدا فهم مصدر سلاحة وهم من مول له مشروع السد العالى فمن الطبيعى ان يسبح فى فلكهم  , اما عن توحيد العرب فلا اعلم اي توحيد قد تم مع تصنيف عبدالناصر للدول العربية الى قسمين دول رجعية - الانظمة الملكية- ودول تقدمية - الانظمة التى سيطر عليها العسكر واسموها جمهوريات- واطلق شعارة الشهير " وحدة الهدف قبل وحدة الصف " وبهذا اقصى الدول الرجعية من وجهه نظرة فتحول الصراع من صراع عربى اسرائيلى الى صراع عربى عربى  وكذلك انساق وراء الافكار القومية لحزب البعث واخذ يتدخل فى شؤن وخصوصيات الدول الداخليه ويزرع فيها الفتن والقلاقل ويدعم الانقلابين من العسكر على هذه الانظمة وتدخله السافر فى اليمن الذى ادى الى ازمة سياسية مع السعودية وذلك بالاضافة الى مسؤليتة عن افشال اول وحدة عربية فى العصر الحديث وهى الوحدة المصرية السورية والتى اجهضت بسبب السياسات الاقتصادية الاشتراكية التى اراد تطبيقها وكذلك ترسيخة للدولة البوليسية القمعية ومحاولة اقصاء السورين وتهميش دورهم وبالتاللى خاب املهم فى الوحدة ورفضوا التبعية له واحتلالة لبلادهم ورفضوا الاتحاد.


وعسكريا الانجازات تتحدث نفسها والتى حققت احتلال سيناء مرتين الاولى فى 56 وما نسمية العدوان الثلاثى من قبل انجلترا وفرنسا واسرائيل بعد قرارة العنترى بتأمبم قناه السويس ولم ينسحبوا الا بعد ضغط دولى امريكى سوفيتى وبعد ان اعترف لاسرائيل بحقها فى الملاحة بخليج السويس ومن هنا اعتبر حق مكتسب لها  والثانية فى 67  عندما حاول اغلاق الخليج فى وجهه الملاحة الاسرائيلية بدون حتى ان يكون قادر على الدفاع عن ارضة وبدائت الطائرات المصرية  تتحطم على الارض فى حاله فشل استخباراتى والقوات تنسحب من سيناء فى حالة تخبط تام مما ادى الى مقتل اغلب الجنود اثناء الانسحاب .


اقتصاديا فان قانون الاصلاح الزراعى  ادى إلى تفتيت الملكية الزراعية وافسد العلاقة بين المالك والفلاح مستأجر الارض بعدما كانت تقوم على نظام المزارعة والتراضى وبذلك زرعت الحقد فى النفوس واضرت بمصلحة كبار الملاك وصغارهم مما ادى لتدهور الزراعة عموما ، وعندما هدف للقضاء على سيطرة رأس المال على الحكم قام بتأميم الصناعات والشركات وتسليم الشركات ومصانعها المؤممة إلى ما أسمتهم أهل الثقة واستبعد اهل الخبرة التى تحتاج الصناعات إلى خبرتهم وقد أدى التأميم إلى اضمحلال الصناعات المصرية التى كانت مزدهرة خاصة صناعات النسيح التى كانت منتجاتها تنافس المنتجات الاوربية  وكان ذلك التأميم شكلا من أشكال الاشتراكية المشوهة التى أخذت بها العسكر وتحولت الشركات المؤممة إلى ما عرف بعد ذلك بالقطاع العام ، باختصار التردى الاقصادى الذى نعانية الان هو نتيجة لهذه السياسات .


وبدون التحامل على عبد الناصر فهو بالطبع بشر له ايجابيات وسابيات ولكن للاسف سلبياتة فاقة ايجابياتة وللاسف اكثر فان محبيه يعتبرنوه اله للعدالة وايقونة للثورة ومثال لايجب الحياد عنه فى الحكم القويم وبرغم اختلافى معهم ومع منجزات 23 يوليو فلم اشخصن القضية ولكن ما ارفضة وبشده هو محاولة تزوير التاريخ واظهار كل المشائن فى الحقبة الملكية ومحاولة شيطنة الاسرة العلوية واظهارها على انهم اجانب وليسوا مصريين برغم انهم كانوا وطنيين ومخلصين للوطن وهم بشر فى النهايه لهم مالهم وعليهم ماعليهم ولكن من وجهه نظرى العصر الملكى افضل بمراحل من الحكم العسكرى فقد كان نظام الحكم اشبه بالملكية الدستورية والحكم يتمركز فى يد الحكومة وليس الملك وكان هناك برمان قوى واحزاب لها ارضية فى الشارع بدون استخدام خطاب دينى ولم يكن هناك فساد كما  كان يصور لنا وسوف اعطيكم مثلا بزعيم حزب الاغلبية ورئس الوزراء وقتها النحاس باشا حينما استجوب فى البرلمان بسبب فراء فرير كان بخص زوجتة وقدم بنفسة فاتورة للبرلمان وايضا رئيس وزراء اخر استجوب بسبب سجاده جاء بها بعد عودتة من ايران  ، و كانت الحريات مرتفعة ومناسبة لعصرها ووسائل التعبير كانت متاحة دون قيود وحقوق الانسان تراعى وكرامة المواطن لا تهدر ، والقاهرة كانت مخططة ومنظمة ومن اجمل مدن العالم و التعلم بالرغم من انه ليس منتشر الا ان المستوى نفسة عالى عن المستويات الحالية وكانت جامعة القاهرة -فؤاد الاول- تصنف من افضل 10 جامعات على مستوى العالم وبرغم ان التعليم لم يكن مجانى الا ان الفرص كانت متكافئة ولم يقصى احد من التعليم وخير مثال كيف تعلم عبد الناصر والسادات ومبارك وكيف التحقوا بالجيش وكذلك فمشروع مجانية التعليم طرحة حزب الوفد فى البرلمان قبل 52 ، و كان مستوى الخدمات الصحية رغم قله عدد الوحدات الا انها كانت متناسبة مه عدد السكان والتطور العلمى وقتها  ، وبرغم غياب العدالة الاجتماعية الا انها ليست اختراع ناصرى فقد نادى بها فى الاربعينات العديد من المفكريين الليبرالين امثال لويس عوض ومحمود مندور وكذلك قيادات من حزب الوفد نفسه ، والاقتصاد فبرغم كوننا دوله زراعية الا ان الاقتصاد كان جيد والجنيه الذهب يعادل الجنيه المصرى والدولار الامريكى لايزيد عن 20 قرشا وكانت علاقتنا طيبة مع كل دول العالم .