اليوم هو 23 يوليو 2012 اى الذكرة ال60 لثورة يوليو المجيدة التى اطاحت بالملك المستبد الظالم وقضت على الاقطاع المستغل للطبقة الكادحة وكذلك اجهزت على الفساد الذى كان مستشرى وحررتنا من نير الاستعمار والتبعية للدول الامبريالية ، وجعلتنا دولة حره ابيه صاحبه قرارها وسيادتها وتلعب دورها الريادى ليس فى المنطقة وحسب بل على نطاق العالم الثالث كله وحققت العدالة الاجتماعية وطورت التعليم والصحة وتنامى اقتصادها ، بمعنى ادق هى حققت اهداف ثورة 25 يناير "عيش - حرية - عدالة اجتماعية". وهذا طبعا ما تربينا عليه من خلال مناهج التاريخ الدراسية ووسائل الاعلام المتعددة واصبح كل هذا لدينا مسلمات لاجدال فيها وثوابت وطنية اشبه بالخطوط الحمراء ولكن للاسف فالحقيقة لها وجه اخر .
الحقيقة المجرده بكل حياد هى ان ماحدث فى 1952 لم تكن ثورة باى مقياس من المقايس فهى مجرد انقلاب عسكرى على الحاكم - الملك - وصعود العسكر للحكم بدلا منه مما اقتضى تحويل نظام الدولة لنظام جمهورى وبالتالى اسقاط الملكية وكن للاسف اسقط هذا الانقلاب الملكية الدستورية - اى الملكية المقيده بالدستور والتى تقيد صلاحيات الملك والسلطة الفعليه تكون للحكومة التى يعينها البرلمان المنتخب من الشعب - واستبدلها بجمهورية اوتوقراطية على رأسها دكتاتور يعاونة فى الحكم طبقة من صغار العسكر عديمى الخبرة يتقلدون حقائب وزارية ليس لهم كفاءة لادارتها ، فى البدايه قال العسكر الانقلابين انهم يريدون حمايه الدستور الذى تعدى عليه الملك وانتهكه فكان لابد من الاصلاح الدستورى الذى تمثل فى تعطيل دستور23 وحل البرلمان والتصنع باعداد دستور افضل والذى انجز فى سنة 54 والذى مالبس ان اكتمل حتى اجهزوا عليه جنينا قبل ان يولد اصلا .
اما على صعيد الحريات فحدث ولا حرج فقد تم حل الأحزاب وتكميم الصحافة وتسيس اللاعلام ليكون بوق العسكر واطلاق يد الاجهزة الامنيه الباطشة وقمع كل التيارات السياسية المختلفة والزج بكل المعارضين فى السجون والمعتقلات واى سجون هى انها التى ابتكر بها سياسة التعذيب الممنهج على كل اشكال الانتهاكات التى تفوق بمراحل ما حدث فى غوانتانامو او ابو غريب او حتى الباستيل ، وقد امتلاءت هذه السجون بالنخبة المثقفة سواء من ليبرالين او شيوعين او اسلاميين ليس هذا وحسب بل وجعل الشعب بنقسم ويتجسس الصديق على صديقة والابن على والده ويتقاتل داخليا بالتخريض على الخصوم السياسين كما حدث فى ازمة مارس 54 عندما سيروا العمال فى مظاهرات تأيد للعسكر وهم يحملون لافتات مكتوب عليها تسقط الديمقراطية وتحيا الدكتاتورية وتوجهوا لمجلس الدوله واعتدوا على السنهورى باشا الذى كان يطالب بالدستور وعوده الاحزاب ومن قبلها الاطاحة ب محمد نجيب وتحديد اقامتة نظرا لتبنية فكرة عوده العسكر لثكناتوهم وكان التنكيل نصيب كل من يحتج على سياسات عبدالناصر ، فعن اى كرامة يتحدثون وكيف يكون للمواطن كرامة هو لايستطبع ابداء رأيه او المشاركة السياسية وان فكر فى ذلك مجرد تفكير سوف يعذب حتى يتوب وبركع ل عبد الناصر ونعم الكرامة والحرية هى .
وهل قضت على الاقطاع وسيطرة طبقة الخواص على مقدرات الدولة مع العلم انه لم يكن هناك اقطاع بالمعنى المعروف - يملك الارض ومن عليها - بل كانت طبقة كبار ملاك وليس اقطاعيين فقد استبدلت هذه الطبقة بطبقة من العسكر محدثين النعمة والذين استولوا على معظم ممتلكات هذه الطبقة من اراضى وقصور وجواهر وتركوا للشعب الفتات واصطنعوا فكرة العدالة الاجتماعية التى فرغت من مضمونها .
سياسيا يصور لنا ان مصر كانت بعيده عن الهيمنة الاجنبية وكان لها دور ريادى وحد العرب خلفها ولكن هل خذا صحيح ؟ انا لا اعتقد ذلك ف عبد الناصر اخرجنا من نطاق الكتلة الغربية الامبريالية صاحبت الارث الاستعماري القديم الى الكتلة الشرقية الشيوعية التى تمثل الفاشية الجديدة وقتها فهل كان عبد الناصر سيد قرارة ام قرارة كان يراعى المصالح السوفيتية وهذا منطقي جدا فهم مصدر سلاحة وهم من مول له مشروع السد العالى فمن الطبيعى ان يسبح فى فلكهم , اما عن توحيد العرب فلا اعلم اي توحيد قد تم مع تصنيف عبدالناصر للدول العربية الى قسمين دول رجعية - الانظمة الملكية- ودول تقدمية - الانظمة التى سيطر عليها العسكر واسموها جمهوريات- واطلق شعارة الشهير " وحدة الهدف قبل وحدة الصف " وبهذا اقصى الدول الرجعية من وجهه نظرة فتحول الصراع من صراع عربى اسرائيلى الى صراع عربى عربى وكذلك انساق وراء الافكار القومية لحزب البعث واخذ يتدخل فى شؤن وخصوصيات الدول الداخليه ويزرع فيها الفتن والقلاقل ويدعم الانقلابين من العسكر على هذه الانظمة وتدخله السافر فى اليمن الذى ادى الى ازمة سياسية مع السعودية وذلك بالاضافة الى مسؤليتة عن افشال اول وحدة عربية فى العصر الحديث وهى الوحدة المصرية السورية والتى اجهضت بسبب السياسات الاقتصادية الاشتراكية التى اراد تطبيقها وكذلك ترسيخة للدولة البوليسية القمعية ومحاولة اقصاء السورين وتهميش دورهم وبالتاللى خاب املهم فى الوحدة ورفضوا التبعية له واحتلالة لبلادهم ورفضوا الاتحاد.
وعسكريا الانجازات تتحدث نفسها والتى حققت احتلال سيناء مرتين الاولى فى 56 وما نسمية العدوان الثلاثى من قبل انجلترا وفرنسا واسرائيل بعد قرارة العنترى بتأمبم قناه السويس ولم ينسحبوا الا بعد ضغط دولى امريكى سوفيتى وبعد ان اعترف لاسرائيل بحقها فى الملاحة بخليج السويس ومن هنا اعتبر حق مكتسب لها والثانية فى 67 عندما حاول اغلاق الخليج فى وجهه الملاحة الاسرائيلية بدون حتى ان يكون قادر على الدفاع عن ارضة وبدائت الطائرات المصرية تتحطم على الارض فى حاله فشل استخباراتى والقوات تنسحب من سيناء فى حالة تخبط تام مما ادى الى مقتل اغلب الجنود اثناء الانسحاب .
اقتصاديا فان قانون الاصلاح الزراعى ادى إلى تفتيت الملكية الزراعية وافسد العلاقة بين المالك والفلاح مستأجر الارض بعدما كانت تقوم على نظام المزارعة والتراضى وبذلك زرعت الحقد فى النفوس واضرت بمصلحة كبار الملاك وصغارهم مما ادى لتدهور الزراعة عموما ، وعندما هدف للقضاء على سيطرة رأس المال على الحكم قام بتأميم الصناعات والشركات وتسليم الشركات ومصانعها المؤممة إلى ما أسمتهم أهل الثقة واستبعد اهل الخبرة التى تحتاج الصناعات إلى خبرتهم وقد أدى التأميم إلى اضمحلال الصناعات المصرية التى كانت مزدهرة خاصة صناعات النسيح التى كانت منتجاتها تنافس المنتجات الاوربية وكان ذلك التأميم شكلا من أشكال الاشتراكية المشوهة التى أخذت بها العسكر وتحولت الشركات المؤممة إلى ما عرف بعد ذلك بالقطاع العام ، باختصار التردى الاقصادى الذى نعانية الان هو نتيجة لهذه السياسات .
وبدون التحامل على عبد الناصر فهو بالطبع بشر له ايجابيات وسابيات ولكن للاسف سلبياتة فاقة ايجابياتة وللاسف اكثر فان محبيه يعتبرنوه اله للعدالة وايقونة للثورة ومثال لايجب الحياد عنه فى الحكم القويم وبرغم اختلافى معهم ومع منجزات 23 يوليو فلم اشخصن القضية ولكن ما ارفضة وبشده هو محاولة تزوير التاريخ واظهار كل المشائن فى الحقبة الملكية ومحاولة شيطنة الاسرة العلوية واظهارها على انهم اجانب وليسوا مصريين برغم انهم كانوا وطنيين ومخلصين للوطن وهم بشر فى النهايه لهم مالهم وعليهم ماعليهم ولكن من وجهه نظرى العصر الملكى افضل بمراحل من الحكم العسكرى فقد كان نظام الحكم اشبه بالملكية الدستورية والحكم يتمركز فى يد الحكومة وليس الملك وكان هناك برمان قوى واحزاب لها ارضية فى الشارع بدون استخدام خطاب دينى ولم يكن هناك فساد كما كان يصور لنا وسوف اعطيكم مثلا بزعيم حزب الاغلبية ورئس الوزراء وقتها النحاس باشا حينما استجوب فى البرلمان بسبب فراء فرير كان بخص زوجتة وقدم بنفسة فاتورة للبرلمان وايضا رئيس وزراء اخر استجوب بسبب سجاده جاء بها بعد عودتة من ايران ، و كانت الحريات مرتفعة ومناسبة لعصرها ووسائل التعبير كانت متاحة دون قيود وحقوق الانسان تراعى وكرامة المواطن لا تهدر ، والقاهرة كانت مخططة ومنظمة ومن اجمل مدن العالم و التعلم بالرغم من انه ليس منتشر الا ان المستوى نفسة عالى عن المستويات الحالية وكانت جامعة القاهرة -فؤاد الاول- تصنف من افضل 10 جامعات على مستوى العالم وبرغم ان التعليم لم يكن مجانى الا ان الفرص كانت متكافئة ولم يقصى احد من التعليم وخير مثال كيف تعلم عبد الناصر والسادات ومبارك وكيف التحقوا بالجيش وكذلك فمشروع مجانية التعليم طرحة حزب الوفد فى البرلمان قبل 52 ، و كان مستوى الخدمات الصحية رغم قله عدد الوحدات الا انها كانت متناسبة مه عدد السكان والتطور العلمى وقتها ، وبرغم غياب العدالة الاجتماعية الا انها ليست اختراع ناصرى فقد نادى بها فى الاربعينات العديد من المفكريين الليبرالين امثال لويس عوض ومحمود مندور وكذلك قيادات من حزب الوفد نفسه ، والاقتصاد فبرغم كوننا دوله زراعية الا ان الاقتصاد كان جيد والجنيه الذهب يعادل الجنيه المصرى والدولار الامريكى لايزيد عن 20 قرشا وكانت علاقتنا طيبة مع كل دول العالم .
لوتعرف حد داخل النار قوله يقول لعبد الناصر "محمد نجيب " خليه يقولهله علي طول هتحرقوا قوي :D
ردحذفرااائع جداا ومتفقه معك فى ان عبد الناصر و ثورة يوليو وجوه كثيره غير التى قرأناها وتعلمناها..
ردحذفبس للحق انت منحاز جدا ضد عبد الناصر اقتصاديا .. انا شايفه انه الاصلاح الزراعى رغم مساوئه كان افضل من النظام الاقطاعى ومساوئه
التردى الاقتصادى الذى نعانيه كان اصله تأميم الشركات .. لكن هذا لا يعيب التأميم بقدر ما يعيب سوء الادارة التى تلت التأميم
وايضا لا اتفق معك فى فكره ان الاتحاد السوفيتي هو ممول السد العالى و السلاح .. ايه دليلك فى النقطة دى؟
لو رأيك إن السعوديه "بنظامهما الملكى " افضل من النظام الجمهورى فى الحريات و الاحزاب والخ .. يبقي النظام الملكى كان افضل من العسكرى
ليس معنى رفض الدوله العسكرية ان تؤيد الدوله الملكية ..فالنظام الملكى حينها كانت مساوئه جمه "لو هنتكلم فيها هنكتب كتاب مش تدوينه "
اشكرك ع التدوينه و التاج :)
اولا انا الى بشكرك على انك شرفتينى بقراءة التدوينة ومشاركتك بتعليق والى انا حابب اعرفة ومجبر على احترامة سواء وافقنى او خالفنى ، اولاانا لست منحاز ضد السياسات الاقتصادية لعبد الناصر ولكنى انظر لها من وجهه نظر ليبراليةاو عملية من خلال تأثيرهاعلى المدى البعيد وللاسف فان الحقيقة المؤكده هى فشلها فبالطبع لن امدحها وعلى فكرة سياستة الاقتصادبة لا تعتبر اشتراكبة ولكنها تعد رأسمال دولة على حد علمى ،وبالنسبة للنظام الزراعى فمصر لم يكن بها اقطاع اساسا وبامكانك تطبيق مفهوم الاقطاع على كبار الملاك وستجدى ان الحالتان لا يتطابقان والاخالاف كبير .
حذفبالنسبة لموضوع السد العالى باختصار يتمثل فى ان كان لابد من وجود ممول او مانح خارجى لان الخزينة المصرية لا تتحمل اطلاقا تكالبف المشروع وبالتالى اتجه عبد الناصر للبنك الدولى ولكن البنك رفض بحجة ان الاقتصاد المصرى لن يغطى التكاليف واتهم عبدالناصر وقتها انجلترا وامريكا بتحربض البنك الدولى للرفض عقابا له على عدم الدخول فى حلف بغداد وطبعا توجه للاتحاد السوفيتى الذى مول المشروع بقروض حسنة طويلة الامد وساعد ايضا بحوالى 2000 مهندس وتقنى سوفيتى فى البناء يالاضافة للتصميمات والاجهزة وكل ده مثبت تاربخيا فى كل المصادر وبالاضافة لهذا على بعد امتار من جسم السد يوجد رمز الصداقة المصرية السوفيتية والذى بناه مهندس سوفيتى ويضم صور عبد الناصر و غورباتشوف ، اما السلاح فالدول التى تنتج سلاح معروفة ومعدودة وكان فى وقتها الدول منقسمة لكتلتين غربية من امريكا ودول غرب اوروبا وشرقية من السوفيت ودول شرق اوروبا فبالتأكيد ان المعسكر الغربى لن يسلح عبد الناصر وسلاح الجيش المصرى وقتها كان من الاتحاد السوفيتى وتشبكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا وهذا ايضا مؤكد تاريخيا.
فى موضوع العسكريةوالملكية فانا كما يتضح من اسم مدونتى برغماتى ولااعتقد بوجود انظمة ديمقراطبة كاملة ولكن انا اقيس بالافضليه نسبيا ولهذا فانا اعتقد ان الملكية الدستورية افضل من الدكتاتورية العسكرية بمراحل ولكن لا أويد احد التأبد المطلق وهناك خلط لديكى فى مفهوم الملكية فانا من البداية اشرت ان مصر كانت ملكية دستورية ولم اذهب الى الملكية الاستبداديةالتى خير مثال لها الذى ذكرتيه السعودية وكل دول الخليج ولكن الملكية الدستورية تحتضن اعرق الديمقراطيات فى العالم انجلترا-اسبانيا-بلجيكا-النرويج فهل هذه انظمة استبدادية؟!!!!!!!
واذا كانت مساؤى النظام الملكى تكتب فى كتاب فان جرائم الجمهورية العسكرية لن تسعها مجلدات .
كلام جميل و فى الجون
ردحذفاصلى يابرينز : ) 100 100 اساحبى
ردحذف