بحث

الأحد، 24 يونيو 2012

ليس هكذا تدار الثورات

ان التعريف الحقيقى للثورة هى انها انتفاضة شعبية تشارك بها العديد من التيارات الشعبية المختلفة فكرينا وايديولوجيا ولكن يوحدها الهدف والذى هو اسقاط النظام القائم  والذى فى الغالب يكون ظالم مستبد قامع للحريات مشبع بالفساد للحد الذى تجف فيه ارض البلاد و تضيق به صدور العباد فتضطر الجموع للنزول معبره عن غضبها ومصصممة على هدفها وهو اسقاط النظام القديم باى شكل وطبعا لايوجد تصور مشترك لماهية النظام الجديد نظرا لاختلاف ايديوجيات التيارات العديدة التى شاركت فيها فالتيار الليبرالى ينشد دولة القانون العادلة بين جميع مواطنيها دون تميز عرقى او دينى او جغرافى والتى ترسخ مبداء الحريات سواء كانت فردية او عامة لاقصى الحدود وبالتالى تبنى اقتصاد السوق الحر الذى يتيح الفرصة للابداع والمنافسة ونرى الاشتراكى يحلم بولة العدالة الاجتماعية التى توفر حد ادنى للعدالة بين طبقاتها وتضمن للطبقات الدنيا مستوى معيشة كريمة والتيار الدينى الذى يريد دولة تحافظ على هويتة الثقافية وتستند لتشريعات ربانية هى الوحيدة التى تستطيع تحقيق العدل من خلالها.
وكل من شارك فى الثورة من هذه التيارات كان يدرك هذا الاختلاف تماما ومع هذا سما عن هذه الخلافات وركز فى الهدف الاسمى وبعد التنحى طبعا اعتقد البعض من هذه التيارات وبخاصة الحديثة العهد بالسياسة - التيارات الأسلامية- ان النظام سقط وحققوا الهدف المنشود وانتقلوا للخطوة التالية وهى البداء فى ترسيخ نظام جديد بناء على افكارهم ولهذا انصرفوا عن اهداف الثورة وراحوا يتحالفوا مع من يريد اجهاضها سواء كان طمعا ام سذاجة وهنا شجب الثوار هذا واعتبروه خيانة للثورة من قبل هذه التيارات ولكن احقاقا للحق فالكل يفكر بنفس منظور التيارات الأسلامية والكل يبغى النظام الذى على هواه وان لم يستطيع صناعتة فالثورة لم تنجح بالنسبة له بل واصبح يتمنى فشلها ولايتردد حتى فى دعم ممثل النظام السابق حتى لايصل تيار يخالفك فكريا فهل هذه هى المبادئ الثورية ايها الثوار ام ان الثورة ماهى الا حالة رديكالية تريد فرض اجندتها بكل دكتاتورية وبغض النظر عن باقى المجتمع وفى هذه الحالة تكون الثورة اخلت باهم مبادئها او مطالبها الاساسية وهى الديمقراطية الا تعد هذه ازدواجية معاير وتناقض صارخ .
الثورة ياحضرات تعنى التغير واى تغير من اى اتجاه بحسب اى ايديولوجية او تيار فكرى ممن شارك بصناعة الثورة يعتبر نجاحا للثورة كفكرة وهزيمة للنظام الذى قامت الثورة من اجلة وحتى ان كان هذا النجاح معنويا فقط فهو افضل من لا نجاح بالتأكيد ، وفى حالتنا هذه اى ان كان التغير فبالتأكيد لن يكون اسواء مما مر علينا خلال 30 عام من القمع والقهر والظلم والفساد والتردى السياسى والاقتصادى و الاجتماعى .
واذا كنا ننشد الديمقراطية فلابد علينا من ترسيخ مبادئها واحترام نتائجها حتى ان جاء من يخالفنا فكريا فبالديمقراطية نستطيع اقصائة وكذلك مراقبة والضغط علية ومعارضتة الى ان نستطيع الوصول للحكم وبالتالى تطبيق اجندتنا وبرامجنا وهذا لن يتحقق باستمار التظاهرات المليونية كل يوم والاخر لان عاجلا ام اجلا ستنتهى هذه الحالة الثورية ولن يكون هناك مسلك غير الطريق السياسى المار بصناديق الانتخاب وهذا ما ادركة  "الاخوان المسلمون" بعد التنحى واختاروا الطريق الاصوب فلابد لنا نحن ايضا ان نسلك نفس الطريق لتحقيق هدفنا وغايتنا حتى نستطع تحقيق الاهداف التى نزلنا من اجلها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق